(قلنا): إنه مبني على غير الوجوب أو على إرادة من بلغه ذلك التواتر الموجب للصدق فلا إشكال.
(قوله ولا تحل) بضم المثناة الفوقية أي ولا تقل بإحالة تعذيب ميت ردا على من قال إن تعذيب الميت خارج عن المعقول قالوا: إن قدرنا إمكانه في القبر لإعادة الروح فيه فلا يمكن ذلك في كل ميت فأنا نشاهد من قتل فصلب بعد القتل مدة طويلة حتى تنفى أجزاؤه فلا نرى أنها حدثت حياة يدرك بها العذاب، وكذلك من أكلته السباع أو أحرق بالنار وأذري في الرياح، أنا نعلم ضرورة أن أجزاؤه تفرقت وحياته مع تفرق أجزاؤه تعذرت.
(وأجيب) عن الأول: بأنه يحتمل أن يخلق فيه حياة لا ندركها نحن وعن الثاني: أنه مبني على انه يشترط في الحياة وجود البنية بتمامها ونحن لا نقول به لإمكان أن يخلق الله لكل جزء انفرد حياة يحس بها ألم العذاب (قوله لوجوه يحتمل) أي يحتملها التعذيب وتلك الوجوه هي ما في الأجوبة التي ذكرناها.
---------------------------------------------------------------------- -------
[1] هو جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي أبو عبدالله تابعي من فقهاء الشيعة من أهل الكوفة، أثنى عليه بعض رجال الحديث واتهمه آخرون بالقول بالرجعة، وكان واسع الرواية غزير العلم بالدين مات بالكوفة عام 128 ه.
راجه تهذيب التهذيب 2: 46 وفهرست الطوسي 45 وميزان الاعتدال 1: 176 وذيل المذيل 98
[2] سورة غافر آية رقم 46
[3] سورة التوبة آية رقم 101 وقد جاءت الآية محرفة في المطبوعة حيث قال (غليظ) بدلا من (عظيم)
[4] سورة غافر آية رقم 11 وتكملة الآية (فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل).
[5] الحديث رواه الإمام أحمد بن حنبل في المسند 3: 38 - حدثني أبي، ثنا أبو عبد الرحمن، ثنا سعيد بن أبي أيوب. قال سمعت أبا السمح يقول سمعت أبا الهيثم يقول، سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره.
صفحه ۱۰۰