[ 22] - ذهب أصحابنا رحمهم الله إلى أن الإيمان يزيد ولا ينقص وهذا المذهب إذا تؤمل له أصالته في العقيدة سواء حملنا الإيمان على حقيقته اللغوية أو حقيقته الشرعية فإن حمل على حقيقته اللغوية وهو التصديق الذي هو قاعدة الإيمان تجلت صحة هذا المذهب من حيث أن أول واجب يخاطب به الإنسان الإتيان بالجملة التي كان يدعوا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تتألف من ثلاث كليات تنطوي تحتها جزئيات الإيمان الإعتقادي ولا يلزمهم أن يعتقد شيئا من تفاصيلها التي لم تقم بها الحجة عليه فإذا قامت عليه بشيء من هذه الجزئيات وجب اعتقاده وتصبح بلك دائرة الإيمان أوسع من ذي قبل فإن معرفة الشيء إجمالا تختلف عن معرفته تفصيلا ولا يمكن أن يرجع الإنسان من العلم إلى الجهل وعليه فإن إنكار شيء ما قامت به الحجة في تفسيرها إما أن يؤدي إلى الشرك وإما إلى كفر النعمة وكل منهما مناف للإيمان وإن حمل على معناه الشرعي الذي يشمل الاعتقاد والقول والعمل تجلت صحة هذا المذهب من حيث أن أول ما يتعبد به الإنسان الاعتقاد وإذا أعتقد ما لزمه اعتقاده ولم يحظره فرض قولي أو عملي كان مؤمنا كامل الإيمان وإذا وجب عليه شيء من الأقوال أو الأفعال وأده كما وجب عليه ازداد لإيمانه وإذا أخل به بهذا الواجب إنهدم إيمانه كله والله أعلم. سماحة المفتي.
[23]- سبقت الترجمة له في الجزء الأول في كلمة وافيه.
[24] الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الفتن 19 باب فتنة النساء 4003 عن ابن الهاد عن عبدالله ابن دينار عن عبدالله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار.
صفحه ۱۹۶