مشارق أنوار العقول

Nooruddin Al-Salmi d. 1332 AH
182

مشارق أنوار العقول

مشارق أنوار العقول

ژانرها

( فذهب) الفخر الرازي([23]) وكثير من المتكلمين إلى أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص لأن نقصانه هو أن تحتمل النقيض ولا شك أن احتمال النقيض في الإيمان شك ومن كان شاكا في تصديقه فليس بمؤمن وورد بأن نقصان الإيمان ليس هو باحتمال نقيضه الشك فيه, وإنما هو باعتبار ضعفه وقوته والالزم أن يكون إيمان النبي عليه الصلاة والسلام كإيمان واحد من العوام, وهذا باطل وللزم أيضا أن يكون ثواب المؤمن بالأمور الدينية إجمالا كثواب المؤمن بها تفصيلا بعد قيام الحجة بذلك وهذا باطل أيضا.

(قوله لكن يزيد) أي الأيمان الشرعي لا ينقص لكن يزيد لأنه عندنا هو نفس فعل الواجبات، فهي تزيد على المكلف ولا تنقص بمعنى أنها إذا وجبت لا يصح تنقيص شيء منها لا بمعنى أنه إذا وجبت على العبد لا يرفع فإن سمى رفع بعض الواجبات عن بعض المكلفين نقصانا في الإيمان فلا ضير فإنه خلاف لفضي وقد صرح حديث ذم النساء بذلك في قوله عليه الصلاة والسلام ((ناقصات عقل ودين)) ([24]) وبين نقصان الدين بترك الصلاة شطر دهرها بسبب الحيض (قوله هكذا قد خصصوا) أي أصحابنا رحمهم الله تعالى (قوله لأنه إن هدم البعض إنهدم جميعه) ها تعليل لتخصيص أصحابنا بأن الإيمان يزيد ولا ينقص، وصورة التعليل أن هدم بعض الإيمان الذي هو مطلق الواجبات هدم لجميعه لأنه يخرج من الإيمان إلى الكفر إما شركا وإما نفاقا فهما منزلتان وهذا معنى هدم جميعه لأنه يخرج من الإيمان إلى الشرك، كما ذهبت إليه الأزارقة (قوله وذا هو القول الأتم) الإشارة إلى تخصيص الأصحاب بزيادة الإيمان دون نقصانه قائلا إن هذا هو القول الأتم أو إلى التعليل أي هذا التعليل هو القول التام لكن الأول أظهر وفي ذكر معنى التمام هنا حسن اختتام للباب والركن معا والحمد لله رب العالمين.

------------------------------------------------------------------------

[1] سورة الحجرات آية رقم 14.

صفحه ۱۹۲