مشارق أنوار العقول

Nooruddin Al-Salmi d. 1332 AH
180

مشارق أنوار العقول

مشارق أنوار العقول

ژانرها

( وذهبت) المعتزلة إلى جعل منزلة الفسق بين منزلتي الإيمان والكفر قالوا: لا يسمى الفاسق مؤمنا ولا كافرا فهو بين بين، لأن له في الدنيا أحكام المؤمنين وفي الآخرة أحكام الكافرين، والخلاف بيننا لفظي لأنهم خصوا اسم الكفر بالمشرك ومنعوا إطلاقه على الفاسق، ونحن نطلقه عليه لكنا نقيده بكفر النعمة، لا نجري عليه أحكام المشركين بل نقول فيه إن أحكامه في الدنيا أحكام المؤمنين إلا في الولاية وقبول الشهادة ونحوهما من الأحكام المختصة بالعدول، وليست التسمية بنفسها موجبة خلافا معنويا بين الفرق، وإنما الموجب لذلك الخلاف بناء الأحكام على الأسماء كما ذهبت الأزارقة([19]) والصفرية([20]) والنجدية([21]) إلى تسمية صاحب الكبيرة كافرا وأجروا حكم المشركين عليه وزادت الأزارقة على الطائفتين بتسمية صاحب الصغيرة كافرا وإجراء حكم المشركين عليه.

(قوله استحق) أي استوجب يذلك التضييع وفيه إشارة إلى أن العبد إنما يعذب باستحقاقه العذاب (لا ظلم اليوم) (قوله هلكت) وزن قصبة بمعنى الهلاك كذا في المصباح (قوله المعاند) أي التارك للانقياد وهو اسم شامل لأهل الكبائر لا خاص بالمشركين الجاحدين كما قد يتوهم وإنما قلنا بعمومه لأن صاحب الكبيرة معاند معنى وإن لم يعاند لفظا.

(في وجهه الشرعي ليس ينقص=

لكن يزيد هكذا قد خصصوا)

(لأنه إن هدم البعض إنهدم =

جميعه وذا هو القول الأتم)

صفحه ۱۹۰