============================================================
بمالتا لحمر الحيم المقدمة الحمد لله ولي الصالحين، والعاقبة لمن أطاعه واتقاه في كل حين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين الوالآخرين، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام المجاهدين، وقائد الغر الحجلين، صلى الله وسلم عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن حابته الذين جاهدوا في الله حق جهاده، وبذلوا في سبيل إعلاء كلمة الله النفس والنفيس، حتى أتاهم اليقين.
ااما بعد، فإن العمر موسم تنافس فيه المتنافسون، وسابق إليه المتسابقون، الا ربح فيه عباد الله الصالحون، وأحرز قصب السبق فيه المجاهدون، الذين ااخلصوا لله دينهم، وأسهروا ليلهم، واظماوا نهارهم، حتى فازوا بجاورة رب العالمين.
الا إن حلبة السباق في هذا الميدان، عبادة الملك الديان، التي خلق لأجلها الإنس والجان، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله من قول باللسان، الاواعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، وأفضل أنواع العبادة على الإطلاق بعد الإيمان، الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله كما جاء في البيان، إذ سائر العبادات متوقفة عليه، ولولاه لتعطلت بل لفسدت الأرض واختل نظام الإنسان.
الا من هنا تجلت حكمة الله في حكمه، ورحمته في خلقه، وعدله في قضائه الاحين فرض القتال على المؤمنين في محكم كتابه، كتب عليكم القتال وهو كره
صفحه ۸