============================================================
قرية نذيرا. فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا}(1).
هذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار بالحجة والبيان، وتبليغ القرآن(2).
المرحلة الثانية: الجهاد الهجري: الا ن ثمرة جهاد النبي صلى الله عليه واله وسلم الفردي أن الناس بدعوا في مكة يدخلون في الإسلام، شيئا فشيئا، ابتداء من الصديق الأكبر رضي الله عنه الا صاحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في الغار ولما رأت قريش هذا ضيقت الخناق عليهم واذتهم، وعندئذ أمرهم رسول الله لة بالهجرة إلى الحبشة هاجر إليها طائفة من المسلمين وفيهم ذو النورين عثمان بن عفان الا ضي الله عنه، وزوجه رقية ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، ثم إلى المدينة الطيبة، ابتداء بمصعب بن عمير رضي الله عنه، وانتهاء بالنبي صلى الله عليه واله وسلم.
لاوهذا النوع من الجهاد أشد أنواع الجهاد الذي مرعلى الصحابة رضوان الله عليهم، إذهو فراق للوطن والأهل والمال والأحباب إلى ناس لا يعرفون حالهم، وإلى بلد ليس فيه آنيسهم ولا يدرون إلى آين مصيرهم، وهذا كله اشاق على النفس تحمله، خاصة إذا كان الإنسان في بلده، ذا نعمة ورفاهية، الا ممزلة رفيعة مثل مصعب بن عمير، كان شابا من آنعم قريش عيشا وأعطرهم، لوكان أبواه يحبانه، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وكان أعطر هل مكة، يلبس الحضرمي من النعال، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله الاو سلم يذكره فيقول: "ما رايت بمكة أحسن لمة، ولا أرق حلة، ولا أنعم نعمة ن صعب بن عمير(.
هذه حاله في بلده مكة وماذا حدث له في المدينة؟ تغيرت الأحوال تماما، الاو بدلت النعومة بالخشونة، حتى وصل الأمر، إلى آنهم لم يجدوا ثوبا يكفنونه به (1) سورة الفرقان: الآيتان: 51 - 52.
(2) زاد المعاد: 42/2؛ مطبعة مصطفى البابي الحلبي: (3) انظر: الروض الأنف 269/1.
صفحه ۲۸