============================================================
الاختلاف لم يخرجه واكتفى بالإشارة إليه. وهذا كما ترى لا يدرك إلا بتتبع طرق الحديث، خاصة كونه في الصحيحين مظنة لعدم الانتباه له.
الاوهذا يدل بالصراحة لا بالإشارة على أن المؤلف خبير بطرق الحديث فضلا عن متنه. أضف إلى ذلك كثرة مصادره كما سنذكره في مكانه، ومع ذلك ألفه في مدة لا تزيد على عشرة أشهر، وقال رحمه الله: "وكان فراغه على يد مؤلفه، قير رحمة ربه وامل عفوه وغفرانه أحمد بن إبراهيم بن محمد بن النحاس، الدمشقي تاب الله عليه، لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة اوئمانمائة، وابتدأ تأليفه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وثمانمائة".
هذا من جهة كونه محدثا، وأما من جهة كونه فقيها فيكفينا ما قاله اخاوي: "مع المعرفة الجيدة بالفقه) وما أدراك من هو السخاوي، هو الذي قيل فيه: لم يأت بعد الحافظ ابن حجر مثله، ولا يعرف أهل الفضل إلا ذووه، الاوإلا لو استدللت من نفس الكتاب على كونه فقيها، بل من كبار الفقهاء لصار بحثا مستقلا، وكل من يقرأ كتابه هذا لا يتردد عن الحكم بأن ابن النحاس له ايد طولى في الفقه وأصوله.
5- أهم ما برز به في حياته الاجتماعية: () الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: كان لابن النحاس رحمه الله حظ وافر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولعله من مجددي هذا الدين، الذين بشر بهم النبي صلى الله عليه واله الاوسلم بقوله: "إن الله يبعث هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"(1).
الأن أبرز علامة المجدد قيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من الاوظائف الأنبياء والمرسلين، وهذا يحتاج أن يكون القائم بهذا الشأن، صادق اليقين، قوي الإيمان بحيث لا يخشى إلا الله، ثقة منه أن مقاليد كل شيء بيده ااجل وعلا، لأجل هذا قل من تجد قائما بهذا الشأن، مع أن العلماء كثيرون في (1) رواه أبو داود من حديث آبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه واله الا سلم، وهو حديث حسن، كتاب الملاحم:480.
صفحه ۱۷