============================================================
هذه هي حياته السياسية بصفة عامة في الشام ومصر، لأنهما كانا يعتبران كدولة واحدة آنذاك.
اوأاما بصفة خاصة فحياته في الشام 790ه- 803ه كانت أسوأ مايكون، ال و ملخص قصته: أن تيمورلنك بن ترغاي بن آبغاي، مؤسس مملكة المغول الثانية، المتوفى سنة 807ه جاء من الشرق بجيوش جرارة لا قبل للمالكين زمام الأمر بدفعها وخرب عاصمتي الشام، حلب ودمشق. ولما دخل حلب أسرف في القتل، ونهب الأموال، وصارت الأرجل لا تطأ إلا على جثة إنسان لكثرة القتلى، فكان عدة من قتل من أهل حلب نحوا من عشرين ألف إنسان، عدا الا من هلك تحت أرجل الخيول عند اقتحام أبواب المدينة وقت اهزيمة، وهلك من الجوع والعطش أكثر من ذلك، وخرج إلى دمشق خلائق كثيرة هاربين.
م زحف إلى دمشق، فحل بأهل دمشق من البلاء ما لا يوصف، وجرى عليهم من العذاب وهتك الأعراض شيء تقشعر منه الجلود، واستمر هذا البلاء سعة عشر يوما فهلك في هذه المدة بدمشق بالعقوبة والجوع خلق لا يعلم عددهم إلا الله الاولما رحل تيمورلنك عن دمشق، وقد أصبحت أطلالا، لا مال ولا رجال، اولا مساكن ولا حيوان، صار من بقي فيها من عساكر وسلطان، ومن أهلها، جمعون ويترافقون ويخرجون إلى الديار المصرية(1).
الا بسبب هذه الفتنة خرج ابن النحاس إلى مدينة "المنزلة"(2) في مصر اا فأكرمه أهلها وذلك في سنة 803ه، ثم تحول إلى دمياط فاستوطنها إلى أن استشهد(3).
الا من هنا يتضح لنا أن كتاب ابن النحاس هذا ليس إلا وليد هذا العصر، الاوث مرة هذا الجو القاتم الذي عاناه زمنا غير قليل، لأنه رأى الظلم فاشيا بين بني الانسان، وارتفعت أمواج الطغيان، وتربى بين حروب ساحقة، ونار شر محرقة، (1) انظر: خطط الشام: 155/2، 156، 165، 167، 168.
(2) المنزلة قرية في مصر. انظر: تاج العروس: 135/8.
(3) انظر: الضوء اللامع: 203/1، والخطط التوفيقية الجديدة: 144/1.
صفحه ۱۲