مشاهد الممالك

ادوار الیاس d. 1341 AH
91

مشاهد الممالك

مشاهد الممالك

ژانرها

طول كنيسة مار بولس في رومية (خارج السور).

136

طول كنيسة ميلان.

159

طول كنيسة بولس في لندن.

187

طول كنيسة بطرس الكبرى.

هذا في الاتساع، وأما في العلو فبعض الكنائس تزيد عن هذه الكنيسة العظيمة، وأشهرها كنيسة كولون في ألمانيا وكنيسة روين في فرنسا وكنيسة ستراسبورغ في الألزاس، وقد قامت هذه الكنيسة على عمد وركائز عظيمة الضخامة، وفيها تمثال القديس بطرس الرسول جالسا إلى قاعدة من الرخام في يده اليسرى مفاتيح السماء، وهو رافع يده اليمنى يبارك بها على الطريقة الشرقية، وقد تقدم القول إن الرسول بطرس دفن في أرض هذه الكنيسة، وهنالك دفن كثار غيره من البابوات والكاردينالية، وخرستينا ملكة السويد دفنت سنة 1619 بعد اعتناقها المذهب الكاثوليكي. فالمرء حال دخوله هذه الكنيسة يشعر بمهابة ووقار، ولكن الفائدة لا تتم للمرء إلا إذا أكثر من التردد فإنه في كل مرة يرى ما لم يره من قبل؛ لأن هذه الكنيسة وغيرها من الكنائس الشهيرة بنيت يوم كان الدين أهم شأنا منه في العصر الحالي، وليس في الإمكان الآن جمع الملايين للقيام ببناء كنائس كالموجودة في رومية وغيرها، فضلا عن كثرة عددها في كل مدن أوروبا وخصوصا في إيطاليا وروسيا، وأمام هذه الكنيسة فسحة قائم في وسطها تمثال بطرس وبولس ومسلة مصرية من الصوان الأحمر بأعلاها صليب وبجانبها رواق إهليلجي له أربعة صفوف من الأعمدة يبلغ عددها نحو ثلاثمائة، تخرقها دروب وفي أعلاها تماثيل كثيرة للقديسين.

ومن هذا القبيل كنيسة يوحنا ده لاتران، بنيت على أحد التلال، وهناك مسلة نقلها قسطنطين الكبير من هليوبوليس - أي مدينة الشمس عند مصر - إلى الإسكندرية، ثم نقلها ابنه قسطنطينوس إلى رومية، وقد لا يخلو تل أو ميدان في رومية من مسلة مصرية نقلها قياصرة الرومان، وكنيسة ماري ماجيور فيها من الأواني الذهبية ما يبهر البصر، وأشهر منها كنيسة مار بولس خارج السور، فإنها من بدائع الزمان قائمة على 85 من الأعمدة الضخمة الصوانية الوردية اللون، وتيجانها من الرخام الأبيض ينشرح الصدر من رؤيتها ولها خمسة أروقة، منها الرواق القائم على هذه العمد بأعلاه صور جميع البابوات بهيئتهم الطبيعية صفت صفوفا وزخرفت بالفسيفساء، وفيها عشر نوافذ كبيرة من الزجاج الملون عليها رسوم القديسين والملائكة، وهي على ما يقال أجمل من كنيسة مار بطرس، وليس فيها مقاعد أو كراسي مثل بقية كنائس رومية، بل هم يقفون فيها أو يركعون لسماع الصلاة.

قلنا إن رومية خالية من المتنزهات والميادين والشوارع العظيمة مثل التي في العواصم الكبرى، ولكن فيها متنزه البنشيو وميدان الكيرينال على أحد التلال به قصر الكيرينال المشهور، كان مسكنا للبابوات فاهتم كل منهم بزخرفته وعلى نوع أخص قداسة البابا بيوس التاسع؛ فإنه أنفق عليه المبالغ الطائلة، والقصر الآن مسكن ملك إيطاليا منذ سنة 1860، ويتصل بميدان الكيرينال هذا شارع فكتور عمانوئيل في قلب البلد، فيه الفنادق والحوانيت، وفيه عمود الإمبراطور تراجان من قياصرة الرومان العظام، علوه 43 مترا، وفي أعلاه تمثال هذا القيصر تذكارا لانتصاره على الداكيين، وقد دفن تحت العمود المذكور، ولكن البابا سكستوس الخامس وضع مكانه تمثال القديس بطرس. والعمود المذكور أثر جليل حفظ على حالته هذه من أيام الرومانيين، وهو من الرخام لبس بالبرونز وحفر عليه من أسفله إلى أعلاه 2500 رسم تمثل الرجال والسلاح القديم والخيل والوقائع الحربية، وفي جوف هذا العمود سلم لولبي له 182 درجة يدخل لها النور من 43 نافذة نقبت في جوانبه.

صفحه نامشخص