84

مصارع العشاق

مصارع العشاق

ناشر

دار صادر

محل انتشار

بيروت

مناطق
عراق
امپراتوری‌ها
سلجوقیان
مني إذا عليه درع أصفر وعمامة خر سوداء، وإذا هو تنال فروع شعره كتفيه، فقلت في نفسي: غلام حديث عهدٍ بعرس، فأعجلته لذة الصيد فنسي ثوبه وأخذ ثوب امراته. فما لبث أن لحق بالمسحل فصرعه ثم ثنى طعنة الأتان فصرعها، ثم أقبل، وهو يقول:
نَطْعَنُهُم سُلكى وَمخلوجَةً ... كَرَّكَ لأمينِ عَلى نابِلِ.
قال فقلت: إنك قد تعبت وأتعبت. فلو نزلت. فثنى رجله فنزل فشد فرسه بغصن من أغصان الشجرة ثم أقبل حتى جلس قريبًا مني، فجعل يحدثني حديثًا ذكرت به قول الشاعر:
وَإنّ حَديثًا مِنْكِ، لو تَبذُلينَه، ... جنى النحلِ في ألبانِ عَودٍ مَطافِلِ.
قال: فبينا هو كذلك إذ حك بالسوط على ثنيته، فرأيت، والله، يا ابن أبي ربيعة ظل السوط بينهما، فما ملكت نفسي أن قبضت على السوط فقلت: مه! فقال: ولم؟ قلت: إني أخاف أن تكسرهما، فإنهما رقيقتان. قال: هما عذبتان، ثم رفع عقيرته فجعل يغني:
إذا قَبّلَ الإنْسانُ آخرَ يَشْتَهي ... ثَنَاياهُ لم يَأثَمْ وكانَ له أجْرَا.
فإن زَادَ زادَ اللهُ في حَسَنَاتِهِ ... مَثاقِيلَ يمحو اللهُ عنه بها الوِزْرَا.
ثم قال لي: ما هذا الذي تعلقت في سرجك؟ قلت: شراب أهداه إلي بعض أهلط، فهل لك فيه؟ قال: وما أكرهه. فأتيته به فوضعه بيني

1 / 95