وفي يقيننا أن المهلب لو كان خارجيا كشبيب، أو لو كان شبيب من أنصار بني أمية كالمهلب، لكان لحوادث التاريخ مجرى يخالف كل المخالفة ما وقع، وليس في قدرتنا في هذه الكلمات الموجزة أن نوضح ما امتاز به المهلب من المزايا الباهرة وما أبلاه في حروب الخوارج من البلاء الحسن؛ فإن هذا يخرج بنا عن موضوع الكتاب، وما أجدر المهلب بسفر مطول يتناول فيه المؤرخ شخصيته العظيمة وتاريخه المجيد، وحسبنا أن نختم هذا الفصل بوصف أحد الشعراء المجيدين المهلب بعد انتصاره على الخوارج في قصيدة طويلة نجتزئ منها بقوله:
أمسى العباد بشر لا غياث لهم
إلا المهلب - بعد الله - والمطر
كلاهما طيب ترجى نوافله
مبارك سيبه يرجى وينتظر
هذا يذود ويحمي عن ذمارهم
وذا يعيش به الأنعام والشجر
واستسلم الناس إذ حل العدو بهم
فلا ربيعتهم ترجى ولا مضر
وأنت رأس لأهل الدين منتخب
صفحه نامشخص