قالوا: «ولم يكن شيء أحب إلى عبد الرحمن من المطاولة والموادعة.»
من عثمان بن قطن إلى الحجاج
أما بعد، فإني أخبر الأمير - أصلحه الله - أن عبد الرحمن بن محمد قد حفر جوخا كلها خندقا واحدا، وخلى شبيبا وكسر خراجها، وهو يأكل أهلها والسلام.
من الحجاج إلى عثمان بن قطن
أما بعد، فقد فهمت ما ذكرت لي عن عبد الرحمن، وقد لعمري فعل ما ذكرت، فسر إلى الناس فأنت أميرهم، وعاجل المارقة حتى تلقاهم، فإن الله ناصرك عليهم والسلام.
بين عثمان بن قطن وشبيب
وهكذا ظفر عثمان بإمارة الجيش وبعث الحجاج إلى المدائن مكانه «مطرف بن المغيرة» وحسب عثمان أنه أقدر من عبد الرحمن على قتل شبيب وهزيمة جيشه وأظهر من الحماسة مثلما رأيناه من «سعيد بن مجالد» الذي كان سببا في هزيمة جيش «الجزل» وهلاك نفسه. وقد كانت عاقبة عثمان كعاقبة سعيد بن مجالد، وحاق به البوار وحلت الهزيمة بالجيش.
فقد ذهب عثمان متحمسا يريد مناجزة الخوارج - في الحال - وألح عليه الناس أن يتريث قليلا - وكان الجو عاصفا والرياح شديدة تهب على الجيش - فأقام يوما وليلة حتى إذا انتهت العاصفة عبأ جيشه وزحف على شبيب وثبت وجيشه أمامه قليلا. ثم كر عليه شبيب وأصحابه فقتلوه وهزموا أصحابه، وتشتت شمل الجيش بعد أن انهزم عبد الرحمن بن الأشعث - فيمن انهزم - وغنم شبيب من هذه الموقعة أكبر الغنائم، وزاد جيشه وأقبل عليه كثيرون من الناقمين على الحجاج والراغبين في المغانم وقوي شأنه.
ورأى الحجاج أن أمر شبيب قد استفحل وأن توالي انتصاراته يضاعف أعوانه ويفت في عضد محاربيه، فأعد جيشا كبيرا مختارا من صفوة الرجال وأفذاذ القواد وجعل على رأس ذلك الجيش عتاب بن ورقاء. (2-8) عتاب بن ورقاء
يا أهل الكوفة اخرجوا مع عتاب بن ورقاء بأجمعكم، لا أرخص لأحد من الناس في الإقامة إلا رجلا قد وليناه من أعمالنا. ألا إن للصابر المجاهد الكرامة والأثرة. ألا إن للناكل الهارب الهوان والجفوة، والذي لا إله غيره لئن فعلتم في هذا الموطن - كفعلكم في المواطن التي كانت - لأولينكم كنفا خشنا ولأعركنكم بكلكل ثقيل.
صفحه نامشخص