أبو العلاء
قال أبو أيوب: فلما دنا أبو مسلم من المدائن أمر أمير المؤمنين الناس فتلقوه، فلما كان عشية قدم دخلت على أمير المؤمنين، وهو في خباء على مصلى.
فقلت: «هذا الرجل يدخل العشية فما تريد أن تصنع؟»
قال: «أريد أن أقتله حين أنظر إليه.»
قلت: «أنشدك الله، إنه يدخل معه الناس - وقد علموا ما صنع - فإن دخل عليك ولم يخرج لم آمن البلاء ، ولكن إذا دخل عليك فأذن له أن ينصرف، فإذا غدا عليك رأيت رأيك.»
قال أبو أيوب: «وما أردت بذلك إلا دفعه بها، وما ذاك إلا من خوفي علينا جميعا من أصحاب أبي مسلم.»
فدخل عليه أبو مسلم - من عشية - وقام قائما بين يديه، فرحب به المنصور وتلطف معه، ولم يبد له شيئا من النفور حتى لا يرتاب في نواياه.
وقال أبو جعفر: «انصرف يا عبد الرحمن فأرح نفسك وادخل الحمام، فإن للسفر قشفا، ثم اغد علي.» فانصرف أبو مسلم وانصرف الناس معه.
وقد ندم أبو جعفر على تضييع هذه الفرصة بعد أن خرج أبو مسلم من عنده ونقم على أبي أيوب مشورته وقال له: «متى أقدر على مثل هذه الحال منه التي رأيته قائما على رجليه ولا أدري ما يحدث في ليلتي.»
ولما جاءه أبو أيوب في اليوم التالي قال له أبو جعفر والغيظ يكاد يقتله: «يا ابن اللخنا لا مرحبا بك، أنت منعتني منه أمس، والله ما غمضت الليلة.»
صفحه نامشخص