مسالك الأبصار في ممالك الأمصار
مسالك الأبصار في ممالك الأمصار
ناشر
المجمع الثقافي
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٣ هـ
محل انتشار
أبو ظبي
ووجدت أيضا مستفيضا فيها، أن هذا السلطان التزم أنه لا ينطق في اطلاقاته بأقل من ذلك.
وحدثني الخجندي [١] قال: قصدته، واتصلت به، فأنعم عليّ بألف مثقال من الذهب، ثم سأل إن كنت أختار الإقامة أو العود، فقلت: اخترت الإقامة، فأجراني في جملة الجند.
وحدثني الشيخ أبو بكر بن الخلال البزي الصوفي، قال: بعث هذا السلطان مع جماعة أنا (المخطوط ص ٢٧) منهم ثلاث لكوك [٢] ذهبا إلى بلاد ما وراء النهر، لتفرق على العلماء لكا منها، ويتصدق على الفقهاء بلك منها، ويبتاع له باللك الثالث [٣] .
قال: وقال لنا بلغني أن الشيخ برهان الدين الصاغرجي شيخ سمرقند [٤] مزيد في العلوم والزهد، وأنه لا يثبت عنده مالا «١»، فأعطوه أربعين ألف تنكة يتزود بها إلى الملتان [٥]، ثم إذا دخل بلادنا جدنا عليه بالأموال، ثم قال: وإن لم تجدوه، أعطوا هذا المبلغ لأهله، ليوصلوه إليه إذا جاء، وعرفوه بأننا نطلبه ليتزود إلى الملتان «٢» .
قال: فلما وصلنا إلى سمرقند، وجدناه، قد دخل إلى بلاد الصين، فأعطينا المال
_________
[١] نسبة إلى خجند إحدى المدن الإيرانية الشهيرة.
[٢] لكوك جمع لك وهي مائة ألف- انظر: فرهنگ عميد ٢/١٧٢١) .
[٣] ورد بالمخطوط بالك الثالث.
[٤] سمرقند مدينة مشهورة ببلاد ما وراء النهر عاصمة الصغد (انظر مراصد الاطلاع ص ٧٣٦) .
[٥] الملتان: إقليم بالسند تقع عند التقاء فرعي نهر السند، مملكة إسلامية (انظر: روضة الصفا في سيرة الأنبياء والملوك والخلفاء ترجمة الشاذلي حاشية ١٧٦، وتقويم البلدان للعماد الحنبلي) .
3 / 72