ولقد كان عدد سكان فلسطين 757182 في 1922م، منهم 590890 مسلما و83798 يهوديا، و73024 مسيحيا، و7028 درزيا. أما الباقون فذوو عقائد أخرى.
وقد اطرد نمو عدد السكان، خاصة بهجرة اليهود؛ فأصبح 1336518 في 1936؛ أي إنه قد كانت نسبة الزيادة 78٪، ومن هذا العدد 848342 مسلمون؛ أي بزيادة 44٪، و106474 مسيحيون؛ أي زيادة 49٪، و370483 يهود؛ أي بزيادة 342٪.
أما اللغات الرسمية في فلسطين فهي الإنجليزية، والعربية، والعبرية عدا لغات أخرى.
وكانت الإيرادات في ميزانية فلسطين في 1942-1943م مبلغ 8851877 جنيها. أما المصروف فمبلغ 1203877 جنيها.
ومما يذكر أنه في 1916م حدث أن تم بين فرنسا وبريطانيا اتفاق سري على تقسيم فلسطين إلى منطقتي نفوذ بينهما.
وقد عدل هذا الاتفاق، ففي 1920م حددت فلسطين بحيث بدأت من داب إلى بير شبيه، وشملت فلسطين جميع المستعمرات الزراعية اليهودية الحديثة على ينابيع قوة الماء اللازم لتقدمها الاقتصادي، وقرر الاتفاق أن يكون لفلسطين استعمال ماء الأردن الأعلى واليارموك وروافده بعد وفاء حاجة الأراضي التي يشملها الانتداب الفرنسي. وقد هوجم الانتداب من اليهود الذين قالوا: إنه غامض، مطالبين بأن يصرح بإنشاء دولة يهودية. أما العرب فإنهم لم يرضوا عن أي مشروع بإنشاء وطن قومي على أي صورة، وهوجم ثالثا من بعض ساسة إنجلترا وصحفها؛ لأن الانتداب يلقي على دافعي الضرائب الإنجليز عبئا لا مقابل له!
زيارة تشرشل لفلسطين ووثيقته البيضاء
وحين زار ونستون تشرشل - وزير المستعمرات البريطانية يومئذ - في أبريل 1921م فلسطين، أكد بأن السياسة الصهيونية للحكومة البريطانية لم تتغير، كما أكد أن هذه الحكومة تحترم حقوق العرب. وبيان ذلك أنه حدث عام 1921م أن زار مستر ونستون تشرشل، وكان وزيرا للمستعمرات في الوزارة البريطانية الائتلافية برياسة لويد جورج، فلسطين، يصحبه الكولونيل لورانس، ذلك الرجل اللغز البريطاني الملقب بملك العرب غير المتوج والمحرك للثورة العربية على الدولة التركية في خلال الحرب العالمية الماضية «1914-1918م»، وقد أتم تشرشل في زيارته هذه إنشاء إمارة شرقي الأردن وإسنادها إلى الأمير عبد الله ابن الملك حسين ملك الحجاز الأسبق، وقد تخلف فيها «لورانس» بضعة شهور لإرشاد الأمير في مهمته الجديدة.
أما الوثيقة أو الكتاب الأبيض الإنجليزي الذي أعلنه تشرشل باسم حكومته يومئذ، فقد ورد فيه ما يلي : «حين يتساءل ما هو المقصود من قيام الوطن القومي اليهودي في فلسطين، فإن الإجابة على هذا التساؤل هو أن المقصود ليس فرض جنسية يهودية على سكان فلسطين كمجموع. وإنما العمل على النهوض بالجالية اليهودية الحالية، بمساعدة سائر يهود البلاد الأخرى، لكي يتاح للأمة اليهودية كمجموع أن تتخذ من فلسطين مركزا يكون موضع عناية يهود العالم وفخرهم على أساس ديانتهم وشعبهم. ومن أجل أن يتاج لهذه الجالية الحرة، وللأمة اليهودية الفرصة لإظهار كفايتها، ينبغي أن تعلم أن هذا قد تقرر من قبل الحق لا من باب المنحة والتسامح نحوها. ومن أجل هذا كان لزاما ضمان وجود الوطن القومي اليهودي، وأن يعترف رسميا بأنه يقوم على الارتباط التاريخي القديم.»
ومما يذكر أنه بينما وافق اليهود على هذا التصريح إجمالا استنكره العرب.
صفحه نامشخص