وهذه اللغات الكتابية على نوعين: شرقية وغربية، فالشرقية تسمى النصيبية نسبة إلى مدرستها لغة بلاد الشرق من الآرامية، وهي لغة النساطرة الكاثوليك، واليعاقبة في ملبار في الهند، وهي الأفصح والأصح. والغربية وتسمى الرهاوية لغة غربي نصيبين حتى البحر، وهي لغة السريان الكاثوليك الطقسية، وخصوصا الموارنة اليعاقبة العثمانيين. ومما يدعو إلى الأسف أنها أدخلت إلى أوروبا؛ إذ كان الأولى إدخال لفظ الشرقيين؛ لأنه الأقدم والأحسن كما نجده في أسماء القرى راشيا وحاصبيا وبكفيا وعبدا. ولو لفظت هذه كالغربيين لكانت راشيو وحاصبيو وبكفيو وعبدو. (3)
وأما السامرية فهي لغة فرقة من الإسرائيليين يقال لهم السمرة في نابلس بقية السامريين الذين افترقوا في عهد الملك يربعام بن نباط، ومن الذين أرسلهم شملناصر - ملك آشور - من السريان من بابل، وحفظوا لغة السريان وخلطوها بألفاظ عبرية، وتولد منها لغة خاصة تسمى السامرية، ولهم خط خاص، وقد ترجموا التوراة إلى لغتهم يدرسونها ولا يتكلمونها خالية من الحركات والنقط كما سبق. ومن عاداتهم إذا بدءوا بحرف ساكن أضافوا إلى اللفظ ألفا مفتوحة، ويلفظون الحروف الحلقية كهمزة.
واللغات الغير المكتوبة: (1)
الأولى اللغة الآشورية في آشور والجبال الشرقية من الجزيرة وكردستان، وهي سريانية محرفة مبلبلة بألفاظ أعجمية، ويسمون أنفسهم سريان، ولكن جيرانهم يسمونهم الفلاحين ولغتهم الفلاحية، لفظها يشبه لفظ الشرقيين. (2)
الثانية لغة الجزيرة؛ أي جبال طور عبدين، وهي أقل فسادا من السابقة، وأكثر قربا من اللغة الفصيحة يتكلمها السريان اليعاقبة. (3)
الثالثة يسميها الإفرنج الفلسطينية، كانت يوما في بلاد الشام وفلسطين، واليوم محصورة في قرية معلولا. فيها مسلمون يتكلمون هذه اللغة ونصارى كاثوليك، وهي تقرب من الشرقية، وأهلها يلفظون القوف «ق» كافا والتاء المثناة جيما. وقد هذب البروتستانت هذه اللغات ودرسوها وطبعوا كتبا فيها إلا لغة معلولا.
وبإجمال الكلام: إن هذه الفروع السبعة تلفظ كلفظ الشرقيين إلا لغة جبل الطور ولغة معلولا، وإن لغة بابل تقرب من الآرامية الأصلية، ثم الكتابية المشهورة الآرامية الأصلية، ثم الكتابية المشهورة الآن، ثم لغة معلولا، ثم لغة المندوبين، ثم السامرية، ثم لغة طور عبدين، ثم لغة آشور، ومع اختلافها من بعض في كثير من الأمور تتفق لغة بابل مع السامرية ولغة معلولا فقط بحرف المضارعة اليود «ي» من «أنيت أنيت» كما في العربية والعبرية. وتتفق السبعة إلا الكتابية والآشورية والطورية في جميع الأسماء الخالية من تاء التأنيث بزيادة الياء المشددة في آخرها، والسامرية تتفق مع المعلولية في صيغة الفعل التي لا توجد في العربية والعبرية.
ثم تتفق البابلية مع العربية في: (1)
ضمير المتصل للمؤنث، وهو: هاو جمع المتكلم نا. (2)
وفي ك الضمير للإشارة. (3)
صفحه نامشخص