the Prussians who came late and expected nothing had their hopes fulfilled.
فهو يقول إن البريطانيين كانوا يرون أن روسيا لن تستطيع النهوض قبل مرور وقت طويل، وإن كافور لم يصب أي نجاح في المؤتمر، فلم يحصل على شيء من الامتيازات التي كان يؤمل فيها نظير اشتراكه في الحرب، ولم يتغير أي شيء في إيطاليا، فلم تعامل سردينيا كدولة كبرى، ولم يسمح لها بالانضمام إلى معاهدة ضمان تركيا في 15 أبريل، وسرعان ما فتر حماس البريطانيين بالنسبة لإيطاليا، بل إنه بعد عام نصحت الحكومة الإنجليزية كافور بأن يخفف من حدة التوتر في إيطاليا، وذلك بأن يعلن احترام تسوية فينا لسنة 1815، كما أنه في ذلك الوقت لم يكن نابليون الثالث يفكر في القيام بحرب لتحرير إيطاليا، كذلك لم يحقق مؤتمر باريس كثيرا من آمال نابليون في إعادة بناء أوروبا. حقيقة كما يرى تيلور أن المؤتمر اجتمع في باريس تحت إشراف نابليون الثالث، ولكن أوروبا في سنة 1856 لم تتغير كثيرا عن سنة 1815، فكان عجيبا أن مؤتمرا يجتمع تحت رئاسة ابن نابليون الأول ولوسكي البولوني من ناحية أمه، ولا تثار فيه مسألة بولونيا، ولا يعمل فيه شيء لمصلحة إيطاليا.
لم يكن مؤتمر باريس اعترافا حقيقيا بالإمبراطورية الفرنسية الثانية، وكل ما نجح فيه نابليون الثالث هو الاتفاق مع إنجلترا، ولكن هذا لم يكن نتيجة لحرب القرم، ولا لمؤتمر باريس، فلقد كان ثمن صداقة إنجلترا التخلي عن معظم المشروعات النابليونية في أوروبا. لقد كانت الدولة التي ظفرت بأكبر نجاح حقيقة هي بروسيا، فنظرا لحيادها في هذه الحرب ستجد تأييدا فيما بعد من جانب روسيا على نهر الرين على حساب كل من النمسا وفرنسا.
وبالنسبة لروسيا، لم تعد هذه الدولة كما قلنا تهتم كثيرا بمسائل أوروبا لمدة خمسة عشر عاما، بل أهملتها إهمالا يكاد يكون تاما، لامتهان الدولتين الغربيتين لكرامتها في البحر الأسود والشرق الأدنى، وكان موضوع البحر الأسود والشرق الأدنى من أهم المسائل التي تعنى بها روسيا منذ القرن الثامن عشر، فأجبرتها إذن الدولتان على التخلي عن مركزها، وأصبح مستقبل روسيا هو في الإمبراطورية وفي التوسع في آسيا الشمالية، وآسيا الوسطى، واقتصر اهتمامها بالبحر الأسود على الناحية الدفاعية فحسب.
كرست روسيا جهودها كما تقول تعليمات جورتشكوف إلى كسيليف
Kiselev
إلى إلغاء هذه الشروط في معاهدة باريس التي تمس البحر الأسود وبسارابيا، ولهذا الغرض لم يكن مفر أمام روسيا من أن تعمل على الفصل ما بين فرنسا والنمسا، وفرنسا وإنجلترا، ولم يكن الأمر الأول بالشيء الصعب، ولكن الفصل بين فرنسا وإنجلترا كان أمرا مستحيلا؛ لأن ما كان يفكر فيه نابليون الثالث هو إعادة بناء أوروبا على أساس اشتراك فرنسا مع إنجلترا وروسيا.
لقد كان سفير نابليون في بطرسبرج مورني يؤيد قبل كل شيء فكرة التحالف الروسي، وذلك على أساس بغضه للتحالف الإنجليزي، فهو يرى أن تعمل فرنسا على أن يكون لها المركز المالي الأول في أوروبا، ويظهر أن مورني أعطى الروس أملا أكثر من اللازم في تأييد فرنسا لهم، فحاولوا التملص من تنفيذ المعاهدة، ولكن إنجلترا أجابت على محاولة روسيا تلك بإرسال أسطولها إلى المياه العثمانية، فتراجعت روسيا، وحاولت أن تطلب من نابليون حمايتها ضد النمسا وإنجلترا، ولكن نابليون كما بينا لم يكن يستطيع التخلي عن صداقة إنجلترا، وإن كان ميالا لمغادرة صداقة النمسا.
وفي الوقت الذي كان فيه مورني يعمل على إنشاء تحالف روسي فرنسي، كان السفير الفرنسي في لندن برسني
يعمل على تقوية دعائم التحالف الفرنسي الإنجليزي، ويحذر نابليون من عواقب سياسة كسياسة لوي فيليب، ونجحت مجهودات السفير الفرنسي في لندن في منع نابليون من عقد معاهدة سرية مع روسيا، ضد إنجلترا.
صفحه نامشخص