مصیبت کبری
المأساة الكبرى: رواية تشخيصية في الحرب الحاضرة
ژانرها
أرى حضرة الرئيس يقاطعني كثيرا.
القضاة (للرئيس هامسين) :
الرجاء ألا تقاطعه كثيرا إلا إذا خرج عن الموضوع، دعه يكمل، هذا حق له، وهو من ملح الخطابة والكتابة للتأثير.
الرئيس (للقضاة مباسطا) :
يظهر أنكم تستملحون هذا التزويق ، ولا ترونه خروجا، وأما نحن فلا نتأثر له، أو نعتبره لباس الباطل، ولا نتأثر إلا للحقائق البسيطة، وسأحاول أن أتعوده مثلكم وأتدرع بالصبر. (ينظر إلى لباسه البسيط، ولباس بعضهم المزوق باسما.)
وأنتم مزوقون أيضا. (ويلتفت إلى المدعي جادا.)
سر في حديثك على ما ترغب وكما تعودت، ولا عدت تخشى مني مقاطعة.
المدعي (يكمل) :
وليس ذلك لأن جناية مجرمنا لا مثيل لها بفظائعها، فقد يكون في تاريخ المجرمين والسفاحين في الماضي ما لا يختلف عنها إلا في الكمية لا الماهية، وفي السعة لا النوع، بل لاقترانها بمصاحبات لم تكن للناس في الماضي كان يجب أن تمنعها، وهي تجعلها شنيعة فظيعة جدا اليوم.
فجانينا لا يعذر كما لو ادعى الجهل، وقد نال من العلم نصيبا غير قليل، وهو لقدره العلم والفنون قدرها لم يكتف بمفاخر الملك، بل أراد أن يضيف إليها مفاخر العلم لغروره الزائد، فحاول أن يمتاز بهذه أيضا، حتى إنه عانى فن الرسم، وحاول التأليف في الموسيقى على ما فيهما من العناء، وما يحتاجان إليه من المواهب التي ليست له، وعول في جناياته الفظيعة على الكيمياء، ولم يحتقرها كما فعل نابوليون عن كيد، وقد خبط فيها فوصفها أنها (أي: الكيمياء) مطبخ الطب، وأن الطب صناعة السفاحين تحقيرا لهما.
صفحه نامشخص