142

مسئله حبشی

المسألة الحبشية

ژانرها

لمقاومة الغارات الجوية والغازات

وقد جهدت الأمم والمفكرون فيها خاصة في استنباط الوسائل لمكافحة خطر الغارات الجوية وإحباط الغازات السامة أو اتقاء أخطارها، وتفحص الآن وزارة الطيران بإنجلترا اختراعا جديدا يجعل من المستحيل إغارة الجوية على الجزر البريطانية. وصاحب هذا الاختراع هو المستر «مارتن» أحد المهندسين في مدينة «برستون» بمقاطعة لانكشير.

وقد قال في حديث له مع مندوب إحدى الصحف: «إن الجهاز الذي اخترعته ينسف أية طيارة تحلق في جو إنجلترا، لا بتأثير أشعة تصدر عنه، ولكن الاختراع قائم على قاعدة بسيطة من مبادئ الكهربائية المغناطيسية.»

ومعنى هذا أن طيارات الأعداء لا تستطيع التملص من هذا الجهاز أو الإفلات من تأثيره مهما حاولت ذلك بمختلف حركات الطيران.

وجهاز واحد من هذا الاختراع في استطاعته أن يحمي مساحة كبيرة من الجو فوق أية مدينة.

ومما يذكر في هذا الصدد أن وزارة الحربية الإنجليزية قد ابتاعت منذ سنوات قليلة من المستر «مارتن» نفسه امتياز اختراع هو عبارة عن جهاز تتمكن به المدافع الرشاشة من إطلاق مقذوفاتها ليلا.

وقد جاء في تاريخ الحرب العالمية الأخيرة أن الألمان قذفوا بغازاتهم السامة للمرة الأولى على الجنود البريطانيين والفرنسيين والبلجيكيين المرابطين على ضفاف قناة الأيزر، وذلك في الساعة الخامسة بعد ظهر 22 أبريل 1915.

وقد كان تأثير هذه الغازات شديدا في جنود الحلفاء، فاضطرت جبهتهم إلى التقهقر ستة كيلومترات في بدء الأمر، ولكنها ما لبثت أن عادت إلى مركزها بعد قليل من الحين، ونشر في البلاغ الرسمي الفرنسي بتاريخ 14 أبريل 1915 ما يأتي:

تمكن الألمان في مساء أول من أمس من إرجاع خطوط جبهتنا عند شمال إيبر بين قناة الأيزر وطريق بولكابل، فقد خرج من خنادق الألمان دخان كثيف أصفر دفعته الريح الشمالية علينا، فجر اختناقا تاما على جنودنا، وشعرت به أيضا الجنود المرابطة في الخط الثاني بعد الجبهة.

وجاء في البلاغ الرسمي البريطاني ما يلي :

صفحه نامشخص