Mas'ala al-Iman: A Foundational Study
مسألة الإيمان دراسة تأصيلية
ژانرها
قوله ﷺ: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينهب نهبة ذات شرف فيرفع الناس إليه فيها بأبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن» الحديث متفق عليه عن أبي هريرة (١) ﵁.
وأمثاله من نصوص نفي الإيمان «الكامل» عن بعض الأعمال من الكبائر كالغلول، وامتهان الجار، وإهانة الكبير..
... هـ-ثبوت التصديق للجوارح في قوله ﷺ: «إن الله كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدركٌ ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرِّجْل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويَصَّدق ذلك الفرج ويكذبه» متفق عليه من حديث أبي هريرة وهذا لفظ مسلم (٢) .
معنى الإيمان لغة:
ذهب كثير من المتكلمين وغيرهم؛ بل هو العُمدة عند جماهير المرجئة أن الإيمان في مفهوم اللغة العربية هو مجرد التصديق، استدلالًا بقوله تعالى في أول سورة يوسف: ﴿وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّناَ وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ [يوسف:١٧] .
* الصواب: أن معنى الإيمان في اللغة ليس مرادفًا للتصديق، بل التصديق وزيادة، من الإقرار والإذعان والتسليم ونحوها، لعدة اعتبارات.
أن معنى الآية في الحقيقة: ما أنت بمُقرٌّ لنا ولا تطمئن إلى قولنا ولا تثق به ولا تتأكد منه ولو كناَّ صادقين، فإنهم لو كانوا كذلك فصدقهم، لكنه لم يتأكد ولم يطمئن إلى قولهم. وهذه بلاغة في اللغة.
_________
(١) رواه البخاري موصولًا في كتاب المظالم – باب النهي بغير إذن صاحبه (٢٤٧٥)، ومسلم في كتاب الإيمان (٧٥) .
(٢) رواه البخاري موصولًا في مواضع منها الاستئذان – باب زنا الجوارح دون الفرج (٦٣٤٣)، ومسلم في كتاب القدر – باب قُدِّر على ابن آدم حظه من الزنى وغيره (٢٦٧٥) .
1 / 17