المسألة الخامسة في مضاعفة السيئات كالحسنات في البلد الحرام
اعلم -وفقك الله تعالى- أنه لا خصوصية لمضاعفة الحسنات بالبلد الحرام؛ بل السيئات كذلك؛ فقد علم من الشريعة الغراء والملة الزهراء، تضاعف الذنب في شرائف الأزمان والأحوال؛ فكذا في شرائف الأمكنة.
ألا ترى ما يترتب على الرفث في رمضان؟
وفي مدة الإحرام؟
وما يترتب من تغليظ دية الخطأ في الحرم والإحرام والشهر الحرام؟ فيجب مع اجتماع كلها في قتل الخطأ ديتان.
وانظر إلى قول الله تعالى لنساء نبيه: {من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين}.
فتأمل كيف صارت معصيتهن إن وقعت ضعفين لشرفهن، وقد قال تعالى في أجرهن: {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما}.
فكل مكان أو زمان فيه الشرف أكثر؛ فالمعصية فيه أفظع وأشنع؛ لأن الشامة السوداء في البياض أظهر!
صفحه ۴۶