ويحتمل أن يكون ما أخرجه من ظهره أصول (1) أجسام ذريته دون أرواحهم، وإنما فعل الله تعالى ذلك ليدل آدم عليه السلام على العاقبة منه، ويظهر له من قدرته وسلطانه وعجائب صنعه (2)، وأعلمه (3) بالكائن قبل كونه ليزداد آدم عليه السلام يقينا بربه، ويدعوه ذلك إلا التوفر على طاعته، والتمسك بأوامره، والاجتناب لزواجره (4).
فأما الأخبار التي جاءت بأن ذرية آدم عليه السلام استنطقوا في الذر فنطقوا، فأخذ عليهم العهد فأقروا، فهي من أخبار التناسخية (5)، وقد خلطوا فيها ومزجوا الحق بالباطل.
والمعتمد من إخراج الذرية ما ذكرناه - دون ما عداه - مما يستمر (6) القول به عك الأدلة العقلية والحجج السمعية، وإنما هو تخليط (7) لا يثبت به
صفحه ۴۶