فيه وجهان:
أحدهما: أن يراد: أنّ الليل والنهار آيتان في أنفسهما، فتكون الإضافة في آية الليل وآية النهار للتبيين (٨ أ) كإضافة العدد إلى المعدود، أي: فمحونا الآية التي هي الليل وجعلنا الآية التي هي النهار مبصرة.
والثاني: أن يراد: وجعلنا نيري الليل والنهار آيتين، يريد الشمس والقمر.
فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ أي: جعلنا الليل ممحوّ الضوء مطموسا مظلما لا يستبان فيه شيء، كما لا يستبان ما في اللوح الممحو.
وجعلنا النهار مبصرا، أي تبصر فيه الأشياء وتستبان. أو فمحونا آية الليل التي هي للقمر حيث لم نخلق له شعاعا كشعاع الشمس وترى به الأشياء رؤية بيّنة. وجعلنا الشمس ذات شعاع يبصر في ضوئها كلّ شيء.
: لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ (١): أي: لتتوصلوا بضياء النهار إلى استبانة أعمالكم والتصرف في معايشكم.
مسألة
قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ (٢).
قال بعض المفسرين: إنّما قال: (أمثالكم) للنسبة التي بينهم لأنّهم ما فهموا ما جاء به النبيّ ﷺ، من الآيات، ولا علموا، فكذلك (٨ ب) الأصنام حجارة لا تعقل ولا تفهم.
_________
(١) الإسراء ١٢.
(٢) الأعراف ١٩٤. وينظر: تفسير الرازي ١٥/ ٩٦، وتفسير القرطبي ٧/ ٣٤٢.
1 / 23