180

مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية

مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)

ویرایشگر

-

ناشر

جامعة الأمام محمد بن سعود،الرياض

ویراست

-

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْأِنْسَان َعَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ ١، وقال: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ ٢، وقال: ﴿عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ ٣. والبيان بيان القلب واللسان، كما أن العمى والبكم يكون بالقلب واللسان، كما قال تعالى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾، وقال ﷺ: "فإنما شفاء العي السؤال " ٤. وفي الأثر: "العي عن القلب لا عن اللسان" وقال: "شر العمى عمى القلب".
وكان ابن مسعود يقول: "إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه، وسيأتي عليكم زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه". وأما بيان اللسان وخطابه فيحمد منه البلاغ ويذم منه (التشدق والتفيهق) ٥ وتبين الأشياء بالقلب ضد اشتباهها عليه، كقوله: "الحلال بين والحرام بين، وبينهما مشتبهات"، وقرئ ﴿وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ ٦ بالرفع والنصب أي: تستبين أنت سبيلهم، فالأشياء لتستبين الأشياء، وهم يقولون بيّن الشيء، وبينته وتبين وتبينته، واستبان، واستبنته، كل هذا يستعمل لازما ومتعديا، فقوله: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ ٧ هنا متعد، وقوله: ﴿فَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾ فهنا لازم، فالبيان بمعنى تبيين الشيء، وبمعنى بينت الشيء، أي: أوضحته، وهذا هو الغالب، كقوله: "إن من البيان لسحرا" ٨

١ سورة الرحمن آية: ١-٢-٣-٤.
٢ سورة البقرة آية: ٣١.
٣ سورة العلق آية: ٥.
٤ أبو داود: الطهارة (٣٣٦) .
٥ قال في الحاشية: في الأصل بياض لعله "التشدق والتفيهق".
٦ سورة الأنعام آية: ٥٥.
٧ سورة الحجرات آية: ٦.
٨ البخاري: النكاح (٥١٤٦)، والترمذي: البر والصلة (٢٠٢٨)، وأبو داود: الأدب (٥٠٠٧)، وأحمد (٢/١٦،٢/٥٩،٢/٦٢،٢/٩٤)، ومالك: الجامع (١٨٥٠) .

1 / 184