اعتراف بالقصور واعتذار
أعترف أن عملي قاصر، إذا قورن بالفهارس الفنية للأسباب التي ذكرتها ولاختلاف نسخ المخطوط الواحد، في نصوصها وأحجامها، واختلاف أجزاء الكتاب الواحد من نسخة إلى أخرى، واختلاف طريقة ووسيلة وظروف الفهرسة في كل مكتبة، ومدى توفر الفرصة لاستكمال كل البيانات عن هذا المخطوط أو ذاك، وفي تلك المكتبة أو هذه، ولقد فاتني الكثير من البيانات الهامة لتوصيف كل مخطوط ومن هذه البيانات ما هو أساس ومرتكز للتعريف بالمخطوط تبعا لحالته، فمن تلك المخطوطات ما تعذر علي معرفة عنوانه ومؤلفه لفقدان الأوراق في أوله وآخره، ومنها ما تعذر علي معرفة مكان وتاريخ نسخه واسم ناسخه، ومنها ما قصرت في وصف خطوطه وتحديدها بدقة ، وكثير منها قصرت في الوصف المادي له من التلويث أو الترميم أو أكل الأرضة أو الخروم أو النقص أو التجليد، أو ما في أوله من السماعات والإجازات والمقابلات وما شابهها، هذا غير التقصير في نقل الفقرات من أوله وآخره، وفي قياس حجم المخطوط ومسطرته ومعرفة عدد اوراقه وصفحاته، أما في المجاميع فقد كان القصور في إغفال بعض الفوائد والأشعار والمسائل التي قد تزدحم في ثنايا المجموع والاكتفاء بأهمها، والذي سمحت به الفرصة وبلغ إليه الجهد، وأقصى صعوبة تمثلت في تصنيفها تحت موضوع معين إذ تصعب تحديد الموضوع الغالب عليها.
ولعل أهم أسباب القصور قلة الخبرة والكفاءة والعلم والمعرفة، وعدم التخصص في فهرسة المخطوطات وأنظمة المكتبات، وتأريخ المخطوطات، والخط العربي وما إلى ذلك من جوانب المعرفة التخصصية الدقيقة، وافتقادي لكثير من الشروط التي يجب توافرها في مفهرس المخطوطات، فالفهرسة عملية فنية دقيقة تحتاج إلى درجة عالية من الكفاءة العلمية، والثقافة الواسعة، والعلم باللغة والتأريخ والأدب والدين، كما تحتاج إلى الدقة وحسن النظام والقدرة الكافية على البحث في الفهارس والمصادر، وعلى تنظيم المعلومات، وإلى ذاكرة قوية ودراية كاملة بالمخطوطات، وأجراءات التصنيف والفهرسة وكيفية استعمال الفهارس والمصادر، والعلم بأنواع الخطوط الذي لا يأتي إلا بالمران والخبرة، وقبل ومع ذلك كله الصبر والتحمل وعدم اليأس، فليعذرني القارئ الكريم والباحث المتخصص.
صفحه ۱۸