[ذكر فاطمة بنت أسد]
ثم إن فاطمة بنت أسد أسلمت أحسن إسلام، وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
[11] كما أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن أبي قتيبة القنوي بالكوفة، قال: أخبرنا محمد بن سليمان الخواص [قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو صالح الخزاعي، عن قدامة عن سعيد بن طريف عن] الأصبغ بن نباته، عن علي عليه السلام قال: إنه لما ماتت أمي جئت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقلت: إن أمي فاطمة قد ماتت.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((إنا لله وإنا إليه راجعون)) وأخذ عمامته ودفعها إلي وقال: ((كفنها فيها، فإذا وضعتها على الأعواد فلا تحدثن شيئا حتى آتي)).
فأقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المهاجرين وهم يمشون قدامه لا ينظرون إليه إعظاما له حتى تقدم رسول الله فكبر عليها أربعين تكبيرة، ثم نزل في قبرها فوضعها في ا للحد، ثم قرأ عليها آية الكرسى ثم قال: ((اللهم اجعل من بين يديها نورا، ومن خلفها نورا وعن يمينها نورا، وعن شمالها نورا، اللهم املأ قلبها نورا))، ثم خرج من قبرها.
فقال المهاجرون: يارسول الله قد كبرت على أم علي مالم تكبر على أحد!
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ((كان خلفي أربعون صفا من الملائكة فكبرت لكل صف تكبيرة)).
وفي حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وآله وسلم ألبسها قميصه واضطجع معها في قبرها، وقال: ((إني كنت يتيما في حجرها فأحسنت إلي)).
صفحه ۱۲۲