[وفاة جده صلى الله عليه وآله وسلم]
قال: وعمر عبد المطلب مائة وعشرين سنة .
ثم حضرته الوفاة ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثمان سنين فجمع بنيه وبناته، وهم عشرة بنين وست بنات: الحارث وهو أكبر ولده وبه كان يكنى، والزبير وحجل والمقوم وضرار وحمزة وأبو لهب والعباس وأبو طالب وعبد الله وكان أصغر ولده .
ومن البنات: عاتكة وبرة، وصفية وأمامة، وقيل: أمية وأروى وأم حكيم البيضاء.
فقال: يا بني ويا بناتي، قد اعتللت عللا كثيرة فما وجدت كهذه، فإذا أنا مت ورصفتم علي الجنادل وحثوتم علي التراب فأيكم يكفل حبيبي محمدا بعدي؟
فما منهم أحد إلا قال:أنا أكفله، فقام إليه ابنه الحارث وقال: يا أبتاه إنا لا نأمن إذا كفله أحدنا أن لا يرضى محمد به.
وقد كان رسول الله دعاه عبد المطلب فأجلسه؛ ثم عرضهم عليه وقال: أي بني إني صائر إلى ماصار إليه الذين كانوا قبلي، فأي واحد من عمومتك تحب أن يكفلك، فهؤلاء هم حضور النساء منهم والرجال؟
فجعل ينظر إليهم في وجوههم حتى أتى أبا طالب فجلس في حجره، وقال: يا جد لا أحب غيره.
فقال عبد المطلب: سبحان الله ما أردت يا عبد مناف غيرك للذي كان بينك وبين أبيه.
وكان عبد الله وأبو طالب والزبير وأم حكيم وأروى وعاتكة أمهم واحدة فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران من بني مخزوم وذلك الذي عنى عبد المطلب.
ثم أنشأ يقول:
أوصيك ياعبد مناف بعدي .... بواحد بعد أبيه فرد
فارقه وهو رضيع المهد .... فكنت كالأم له في الوجد
تبديه من أحشائها والكبد .... حتى إذا تم اقتراب الوعد
وانطمت أرجاء أولياء الرفد .... يابن الذي غيبته في اللحد
بالكره مني ثمة لا بالعمد .... فقال لي والقول ذو مرد ما ابن أخي ما عشت في معد .... إلا كأدنى ولدي في السرد
صفحه ۱۲۰