کتاب المصابیح من اخبار المصطفی والمرتضی
كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى
ژانرها
فقال علي عليه السلام: لئن بقي عمر لأذكرنه بما أتى، ولئن مات ليتداولونها بينهم وليجدن ما يكرهون، ثم تمثل «ببيتين من الشعر، فأنشأ يقول»:
حلفت برب الراقصات عشية .... غدوا ورحنا فابتدرنا المحصبا
ليجتلبن رهط ابن يعمر قانيا .... نجيعا بنو الشداخ وردا مصلبا
فلما مات عمر خلا عبد الرحمن بعلي عليه السلام وقال: إنك تقول إني أحق من حضر بالأمر لسابقتك ولقرابتك وحسن أثرك في الدين ولم تبعد، ولكن أوليك على أن تسير بسيرة أبي بكر وعمر، قال: بل بسيرة رسول الله، فقال: لاحاجة لك فيها، ثم خلا بعثمان وبايعه.
[134] أخبرنا أحمد بن سعيد بإسناده عن ابن عباس قال: لما كان آخر حجة حجها عمر، ونحن بمنى أتاني عبد الرحمن بن عوف فقال: لو شهدت أمير المؤمنين، وأتاه رجل فقال:يا أمير المؤمنين إني سمعت فلانا يقول: لو قد مات أمير المؤمنين لقد بايعت فلانا، فقال عمر: إنني لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوا المسلمين أمرهم، قلت: إن الموسم يجمع رعاع الناس، ولكن أمهل حتى تقدم المدينة.
فلما قدم المدينة قال: إنه بلغني أن فلانا منكم يقول:لو قد مات أمير المؤمنين بايعت فلانا، فلا يغرن امرءا أن يقول: بيعة أبي بكر كانت فلتة، وقد كانت كذلك إلا أن الله -تعالى- وقى شرها.
ثم قال: إن عليا والزبير ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة، وتخلفت عنا الأنصار بأسرها في سقيفة بني ساعدة، واجتمع المهاجرون إلى بيت أبي بكر، فقالوا: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فانطلقنا نؤمهم فإذا هم مجتمعون في سقيفة بني ساعدة بين أظهرهم رجل متزمل، قلت:من هذا؟
قالوا: سعد بن عبادة.
قلت: ما شأنه؟
قالوا: هو وجع.
صفحه ۲۶۱