مصابیح ساطعه انوار
المصابيح الساطعة الأنوار
ژانرها
أما قوله :((وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم)) [الشورى:51] فهو كما قال الله، وليس بكائن وراء حجاب، وقد يرسل الرسول بوحي منه إلى رسل السماء ، فتبلغ رسل السماء رسل الأرض، فيتفهمه رسل الأرض من دون مشافهة رسل السماء، وقد يخلق الكلام بينه وبين رسل السماء من غير مشافهة رسل السماء لأحد من خلقه، وقد قال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل عليه السلام: (كيف تأخذ الوحي من رب العالمين ؟ قال: آخذه من إسرافيل، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من أين يأخذ اسرافيل؟ قال : يأخذه من ملك فوقه من الروحانيين . فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من أين يأخذه ذلك الملك ؟ فقال: يقذف في قلبه قذفا ، فهو كلام الله) ([3]) فكيف ما وصفت لك من كلام الله، فإن كلام الله ليس بنحو واحد، ولا يجري على نحو واحد منه ما يجيء في المنام، وذلك قول إبراهيم عليه السلام حيث قال: ((يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى)) [الصافات:102] ومنه ما قال الله تبارك وتعالى: ((لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجدالحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا)) [الفتح:27] ومنه ما قاله الله لمحمد أيضا : ((وماجعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة))
----
([3]) الحديث أخرجه الإمام الهادي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كتاب مسائل الرازي مخطوط ، وعنه الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام في كتاب حقائق المعرفة (خ) ونص الحديث وقد سأله الرازي : كيف يأخذ جبريل الوحي من الله؟ وكيف يعلمه ؟ وكيف السبيل فيه حتى يفهمه ؟ فقال عليه السلام : اعلم هداك الله أن القول فيه عندنا كما روي فيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه سأل جبريل عليه السلام عن ذلك فقال: آخذه من ملك فوقي ، ويأخذه الملك من ملك فوقه ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : كيف يأخذه ذلك الملك ويعلمه ؟ فقال جبريل عليه السلام : يلقى في قلبه إلقاء ، ويلهمه إلهاما) انظر حقائق المعرفة خ .
صفحه ۱۰۱