مصابیح ساطعه انوار

عبدالله شرافی d. 1062 AH
208

مصابیح ساطعه انوار

المصابيح الساطعة الأنوار

ژانرها

علوم قرآن

وتأويل ((لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)) فهو خلقه للإنسان في أحسن تعديل من كل توصيل فيه وتفصيل أصل به أو فصل، أو هيء بهيأته فعدل، من هيئة أو صورة مصورة مقدرة، أو فؤاد أو سمع أوعين مبصرة، وكل ذلك كان مفصلا أو موصلا فقد جعله سبحانه مستويا معتدلا كما قال تبارك وتعالى: ((يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم (6) الذي خلقك فسواك فعدلك (7) في أي صورة ما شاء ركبك)).

تأويل ((ثم رددناه أسفل سافلين)) فهو رده إن بقي وعمر إلى آخر أعمار الآدميين التي إن صار إليها وبقي حيا فيها تغيرت حاله وعقله، وبان نكسه وسفاله كما قال سبحانه: ((ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون)) [يس:68] وتأويل ((ننكسه)) فهو نرده في الهرم والذهاب بعد القوة والجدة والشباب، أو يموت قبل ذلك على كفر وإنكار، فينكس بعد الكرامة في الهوان وعذاب النار، ومن الذي هو أسفل درجة من كفره إن لم يهرم، إذا هو نكس ورد في الآخرة إلى نار جهنم، فنعوذ بالله من السفال بعد التمة والكمال، وكل إنسان في ذل، ليس له كمال ولا فضل كما قال سبحانه: ((إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون (6) فما يكذبك بعد بالدين (7) أليس الله بأحكم الحاكمين)).

صفحه ۲۲۱