104

مصابيح الجامع

مصابيح الجامع

پژوهشگر

نور الدين طالب

ناشر

دار النوادر

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

محل انتشار

سوريا

ژانرها

دحية، لا دحية؛ [لأن دحية] (١) كان معروفًا، واستشكلتُه أنا بأن ظاهر القصة التي ذكر فيها مجيء جبريل ﵇ على تلك الصورة يقتضي أنه لم يبلِّغ وحيًا عن الله إلى رسوله في هذه المرة، وإنما جاء سائلًا (٢) له عن شرائع الإسلام؛ ليعلم الناس دينهم، فكيف يعد هذا من وجوه الوحي إلى الرسول ﵊؟! (٣). قال مقلد خطباء الهند: ما ذكره الشيخ ابن المنيِّر صواب؛ فإن تصديق جبريل إياه ﵊ بقوله: "صدقت"، الظاهر: أنه بأمر، وإلا، كان يعلم الشريعة من عند نفسه، ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إلا بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ [مريم: ٦٤]، و﴿وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [النحل: ٥٠] مما يقوي ما ذكره. وأقول: لا يلزم من كون جبريل ﵇ فعل بأمر الله ما فعله من تنزله على النبي ﷺ، وسؤاله عن شرائع (٤) الإسلام، وتصديقه إياه في جوابه، وتعليم الناس دينهم؛ أن يكون ذلك وحيًا بلَّغه جبريل عن الله إلى رسول الله ﷺ[لأنه] لم يعرف أن السائل جبريل ﵇ إلا في آخر الأمر، وقد جاء مبينًا في الدارقطني في آخر الحديث المذكور: "هذا جبريلُ قد أتاكم يعلِّمُكُم دينَكم، فخُذوا منه، فوالذي نفسي بيدِه! ما شُبِّهَ عَلَيَّ منذُ أتاني قبلَ مَرَّتي هذه، وما عرفْتُهُ حتى ولَّى" (٥)، انتهى.

(١) ما بين معكوفتين زيادة يقتضيها النص. (٢) في الأصل: "سائل"، والصواب ما أثبت. (٣) انظر: "مصابيح الجامع" (١/ ٢٦). (٤) في الأصل: "الشرائع"، والصواب ما أثبت. (٥) رواه الدارقطني (٢/ ٢٨٢) عن عمر بن الخطاب ﵁.

مقدمة / 109