ليس أني لا أصدقه فحسب، بل أراه - بيني وبينك - عارضا من أكبر عوارض الجنون البشري، ولئن نظرت إلى الأشياء نظرة فليسوف لا أرى أسخف وأضحك من رجل يريد أن يشفي سواه.
أرغان :
لماذا لا تريد يا أخي أن تصدق أن رجلا يستطيع أن يشفي رجلا آخر؟!
بيرالد :
لأن العقل يا أخي يدلنا على أن لوالب الآلة البشرية لا تزال إلى الآن أسرارا غامضة لا يفقه الإنسان شيئا منها، وأن الطبيعة وضعت على أعيننا أغشية سميكة لا نستطيع معها رؤية شيء أو معرفة شيء.
أرغان :
إذن تريد أن تقول إن الأطباء لا يعرفون شيئا.
بيرالد :
بل يعرفون أشياء، فهم في الجملة يعرفون التكلم باللغة اللاتينية، ويجيدون باللغة اليونانية تعداد أنواع الأمراض وتحديدها وتقسيمها، أما من حيث الشفاء منها فهم لا يعرفون شيئا البتة.
أرغان :
صفحه نامشخص