مرهم العلل

الیافعی d. 768 AH
135

مرهم العلل

مرهم العلل المعضلة في الرد على أئمة المعتزلة

پژوهشگر

محمود محمد محمود حسن نصار

ناشر

دار الجيل-لبنان

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤١٢هـ - ١٩٩٢م

محل انتشار

بيروت

والحقيقة هِيَ الأَصْل الَّذِي عَلَيْهِ التعويل وَلَا يعدل عَنهُ إِلَّا بِدَلِيل وَذَلِكَ أَيْضا هُوَ الظَّاهِر وَإِلَيْهِ الْفَهم مبادر فَإِن سلمت ذَلِك وادعيب التَّخْصِيص فِيهِ قلت خلاف الأَصْل فَإِن قلت لَا نسلم أَن الضحك يكون مَعْصِيّة قلت من زعم أَن الضحك للسرور بِحُصُول الْغَرَض من الشرور كَالْقَتْلِ وَسَائِر الْفُجُور لَيْسَ هُوَ من الْمَحْذُور فَهُوَ فِي جحد القطعيات يسْعَى فَإِن السرُور بالمعصية مَعْصِيّة قطعا وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى ﴿وجعلناهم أَئِمَّة يدعونَ إِلَى النَّار﴾ وَقَوله سُبْحَانَهُ ﴿هُوَ الَّذِي يسيركم فِي الْبر وَالْبَحْر﴾ وَالسير قد يكون فِي الْمُصِيبَة وَقَوله تَعَالَى ﴿وَخلق كل شَيْء فقدره تَقْديرا﴾ وَقَوله سُبْحَانَهُ ﴿من يضلل الله فَلَا هادي لَهُ﴾ ﴿سَوَاء عَلَيْهِم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لَا يُؤمنُونَ﴾ ﴿وَمَا جعلنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أريناك إِلَّا فتْنَة للنَّاس﴾ ﴿وَمَا جعلنَا عدتهمْ إِلَّا فتْنَة للَّذين كفرُوا﴾ ﴿فَثَبَّطَهُمْ وَقيل اقعدوا مَعَ القاعدين﴾ ﴿فريقا هدى وفريقا حق عَلَيْهِم الضَّلَالَة﴾ قلت وَالْكتاب الْعَزِيز مشحون بِالْآيَاتِ الكريمات والمصرحات بخلقه تَعَالَى لأفعال الْعباد وإرادته لَهَا وتعداد ذَلِك يطول وَآيَة وَاحِدَة تَكْفِي أولي الْعُقُول

1 / 160