فسألته: وما جدوى ذلك والإنجليز يكتمون أنفاسنا؟ - توقع المعجزات عند اليأس.
وآنس الدكتور إبراهيم عقل مني ميلا لترديد بعض آراء سالم جبر فقال لي: احذر فلسفة سالم جبر الكاذبة!
فأخذت بموقفه وقلت له: الحق أني أول ما سمعت عنكم كان لدى قراءة مقال له يدافع فيه عنكم!
فقال ساخرا: لم يكن دفاعا، ولكن كان إحراجا فهو لا يرضى عن مفكر إلا إذا أشهر إلحاده أو فوضويته.
وكان ذلك بحضور الأستاذ عباس فوزي بصالون المنير.
فقال عباس منضما للأقوى كعادته: إنه رجل فاجر ومن آي ذلك أنه لا يؤمن بالزواج!
فقلت بدهشة: ولكنه متزوج، وقدمني للمدام في حديقة الأورمان!
فقال عباس فوزي ضاحكا: إنها عشيقته، وهي أرملة فرنسية، فكيف تجهل ذلك؟
وتوكد لي أنها عشيقته بعد ذلك، وظل مخلصا لها حتى توفيت عام 1960. وروى لي حكاية غرامهما الأستاذ عبد الرحمن شعبان المترجم فقال: إن المرأة كانت زوجة لمهندس في شركة الكهرباء، وإنها أحبت سالم جبر في حياة زوجها، فلما توفي اتفقا على المعاشرة دون زواج. وكانت امرأة حرة وشيوعية مثله، أملاكها في مصر ولكنها تحب السفر كثيرا إلى فرنسا، وتكره فكرة الإنجاب.
وألف سالم جبر كتابا عن الدين المقارن قبيل الحرب العظمى الثانية، عرض فيه الأديان بأسلوب علمي موضوعي، فأثار الكتاب ضجة، واتهم صاحبه بالافتراء على الدين الإسلامي، ومن أجل ذلك قدم الأستاذ إلى المحاكمة، ولكن المحكمة برأته وصادرت الكتاب. وفي أثناء الحرب شن حملات صادقة على النازية والفاشستية كان لها صدى حسن في دار السفير البريطاني.
صفحه نامشخص