ووافق عجلان على رأيه كما وافقت أنا، وكأنما كانت مؤامرة بلا تدبير سابق، وقام جلال مرسي فحيانا ومضى وهو يقول: قلت رأيي وأنا مصر عليه.
وقال عجلان بخبث: عليك أن تقابل المخرج في أسرع وقت.
وعندما غادرنا البيت أنا وعجلان قلت له: عبده إبراهيم بكل شيء يعلم!
فضحك عاليا وقال: وانتهز الفرصة فوجه إلى غريمه ضربة موفقة. - ولكنها ماذا ستفعل فيما ترى؟
فتفكر قليلا ثم قال: إن صح ظني فطموحها أقوى من عشقها!
وصدق ظنه، قامت بتمثيل الدور، وكانت مفاجأة فنية لا يستهان بها، ودعيت إلى تمثيل دورين جديدين.
وهجرها جلال فلم تسع لاسترداده، وما لبث زوجها أن طلقها بحجة حماية بيته وطفليه من الجو الفني الذي أخذ يغزو بيته، ودل بقراره ذلك على أن خموله لم يكن إلا قشرة تخفي وراءها حقدا طويلا. وانتقلت فايزة إلى شقة صغيرة وأنيقة بالزمالك، وقد زرتها يوما بصحبة عجلان فالتقيت عندها بالدكتور صادق عبد الحميد، وعشيقته الصحفية نعمات عارف زوجة الدكتور زهير كامل التي تخصصت أخيرا في النقد الفني، ووجدت فايزة مرحة كعادتها، وسعيدة بالنجاح، حتى قال لي عجلان ونحن راجعان معا: محتمل أن تحن أحيانا إلى طفليها ولكنها ليست بالتي تنهار بسبب ذلك، أعترف لك بأنني أسعد بنجاح أي فلاح أو فلاحة، مهما يكن ثمن ذلك النجاح!
فتحي أنيس
لفت نظري مذ رأيته في أول يوم التحقت فيه بالوظيفة. حسبته موظفا كبيرا أو سليل أسرة عتيقة، وكم دهشت عندما تبين لي أنه كاتب القيد بالسكرتارية. كان في الثلاثين من عمره، شهادة ابتدائية، مرتب ثمانية جنيهات، متزوجا وأبا لخمسة أبناء، ولكنه كان طويلا رشيقا عظيم القسمات، حتى قال لي الأستاذ عباس فوزي: انظر إلى عبث الطبيعة، جادت عليه بمنظر يليق بموظف استقبال بالخارجية، ولكنها ضنت عليه بما ينفعه أو ينفع الناس.
وكان يقول عنه أيضا: إنه حي لا يرزق!
صفحه نامشخص