ولكن هذا الصيام الذي بينه الله وبين ما رخص فيه لمن كان مريضا أو على سفر لم يفصل في القرآن كل التفصيل، فالناس يألفون أشياء كثيرة في حياتهم كلها مباح لهم ولم يحظر الله على الناس من هذه الأشياء في القرآن إلا الطعام والشراب والرفث. وفصل النبي للمؤمنين سائر ما يجب عليهم أو يحسن بهم أن يجتنبوه وما لا حرج في أن يأتوه، وقل مثل ذلك في الحج وفي كل ما أمر الله به أو نهى عنه إجمالا أو تفصيلا.
فقد كان النبي
صلى الله عليه وسلم
إذن أول مفسر للقرآن، وهو فسر القرآن بالقول وبالعمل، ولأمر ما جعلت كتب الحديث بين أبوابها بابا نقلت فيه ما روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم
من قول أو عمل بمناسبة سورة أو آية من القرآن. والله قد طلب إلى الناس في القرآن أن يؤمنوا به وبرسوله محمد
صلى الله عليه وسلم
وبالأنبياء والرسل الذين جاءوا قبل محمد وبما أنزل من كتب قبل القرآن، وأن يؤمنوا باليوم الآخر وما يكون فيه من الحساب والثواب والعقاب وأن يؤمنوا بالملائكة، فقال في الآية الكريمة من سورة البقرة:
آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير .
وقال في أول السورة نفسها في بيان المتقين:
صفحه نامشخص