ظهر الأسود العنسي في اليمن، وظهر مسيلمة في بني حنيفة باليمامة، وظهر طلحة في بني أسد، وظهرت سجاح في أحياء من بني تميم؛ وتبعهم خلق كثير من العرب الذين لم يدخل الإيمان قلوبهم. وصدق الله حين قال في الآية الكريمة من سورة الحجرات:
قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم .
ولم يشك أحد من المهاجرين والأنصار والذين استقاموا على الإسلام في أن قتال هؤلاء واجب لا منصرف عنه. والمهم أن أبا بكر نظر فإذا جزيرة العرب قد انتقضت عليه إلا أقلها، فلم ير بدا من أن يجاهد المرتدين كما كان النبي
صلى الله عليه وسلم
يقاتل المشركين من قبل.
وقد جد أبو بكر في الحرب واستجاب له المسلمون استجابة صادقة فقاتلوا المرتدين عن إيمانهم وعلى بصائرهم، صادقين مستبسلين لا يبخلون بأموالهم ولا بأنفسهم حتى قتل كثير من خيارهم ولا سيما في حرب مسيلمة. وأنزل الله نصره عليهم وعادت الجزيرة خالصة للإسلام، واستطاع أبو بكر أن يجند من أصحابه ومن الذين عادوا إلى الإسلام بعد الردة تلك الجيوش التي رمى ببعضها العراق ورمى ببعضها الشام.
الكتاب الثاني
1
يقول الله عز وجل في أول سورة الكهف:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا * ماكثين فيه أبدا * وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا * ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا .
صفحه نامشخص