ثم يشدد الله عز وجل في رد المشركين عن المسجد الحرام بعد ذلك العام الذي حج فيه أبو بكر بالناس فيقول في الآية الكريمة من السورة نفسها:
يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم .
وكذلك حج النبي
صلى الله عليه وسلم
حجة الوداع فلم يلق في الموسم مشركا ولم ير عند البيت عريانا، وألقى في هذه الحجة خطبته المشهورة التي توشك أن تكون وصيته إلى المسلمين، والتي حرص فيها بعد كل أمر أو نهي على أن يردد جملته الخالدة «ألا هل بلغت اللهم اشهد.»
وقد أتم النبي رسالته كأكمل ما تتم الرسالات وأدى أمانته كأحسن ما تؤدى الأمانات.
وصدق الله حين أنزل على نبيه في الآية الكريمة من سورة المائدة أثناء حجة الوداع:
اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا .
وصدق الله كذلك حين أنزل عليه بمنى في حجة الوداع هذه السورة الكريمة يشعره فيها بأن رسالته قد تمت ، وأن مهمته في الدنيا قد بلغت غايتها ويهيئه لما أعد له عنده من النعيم المقيم في أرفع الدرجات:
إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا .
صفحه نامشخص