مراقی الجنان
مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان
ژانرها
قال: فدخل، فلما علم فضيل خرج فجلس على تراب في السطح على باب الغرفة، فجاء هارون فجلس إلى جنبه، فجعل يكلمه فلم يجبه. فبينما نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت: يا هذا، قد آذيت الشيخ منذ الليلة، فانصرف رحمك الله. فانصرفنا.
112- وقال محمد بن جعفر الخرائطي: حدثنا العباس بن الفضل، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثني حماد الراوية ومشيخة من مشيخة طيئ قالوا:
كانت عتبة بنة عفيف بن عمرو بن امرئ القيس أم حاتم لا تمسك شيئا؛ سخاء وجودا، وكان إخوتها يمنعونها فتأبى. وكانت امرأة موسرة. فحبسوها في بيت سنة يطعمونها قوتها لعلها تكف عما تصنع، ثم أخرجوها بعد سنة وقد ظنوا أنها قد تركت ذلك الخلق، فدفعوا إليها صرمة من مالها، وقالوا: استمتعي بها.
فأتتها امرأة من هوازن -وكانت تغشاها- فسألتها، فقالت: دونك هذه الصرمة، فقد والله مسني من الجوع ما آليت أن لا أمنع سائلا شيئا. ثم أنشأت تقول:
لعمري لقدما عضني الجوع عضة ... فآليت أن لا أمنع الدهر جائعا
فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني ... فإن أنت لم تفعل فعض الأصابعا
فماذا عسيتم أن تقولوا لأختكم ... سوى عذلكم أو منع من كان مانعا
ومهما ترون اليوم إلا طبيعة ... فكيف بتركي يا بني الطبائعا؟
صفحه ۱۲۲