Marāqī al-ʿIzza wa-Muqawwimāt al-Saʿāda

Sulaiman Al Lahham d. Unknown
91

Marāqī al-ʿIzza wa-Muqawwimāt al-Saʿāda

مراقي العزة ومقومات السعادة

ناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

محل انتشار

الدمام - السعودية

ژانرها

وهذا يدل على وجوب الصلاة جماعةً من وجهين؛ الأول: تفقده ﷺ للمصلين، والثاني: وصفه المتخلفين عن الصلاة جماعةً بالمنافقين. ١٤ وعن مجاهد، قال: سئل ابن عباس ﵄ عن رجلٍ يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يشهد جمعةً ولا جماعة، فقال: «هو في النار» (^١). ١٥ أن النبي ﷺ طول حياته داوم على صلاة الجماعة، وحافظ عليها، ولم يتركها لا حَضَرًا ولا سَفَرًا، وكان ﷺ يكون في حاجة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة (^٢). وهكذا كان الصحابة ﵃ من بعده، والتابعون، وتابعوهم، وهم القرون المفضَّلة، كما قال ﷺ: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» (^٣). ١٦ أن الله ﷿ قد أذِن وأمر برفع المساجد، ببنائها وتشييدها حسيًّا، ورفعها بعمارتها معنويًّا بالصلاة، وذِكر الله تعالى فيها، فقال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ﴾ [النور ٣٦، ٣٧]. فلو كانت صلاة الجماعة غير واجبة، لما أمر ببناء المساجد، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ﴾ [التوبة: ١٨]. فامتدح ﷿ عُمَّار المساجد بحصر الإيمان بالله، واليوم الآخر، وإقام الصلاة، وإيتاء

(^١) أخرجه الترمذي في الصلاة (٢١٨)، وعبد الرزاق في «المصنف» ١/ ٥١٩ (١٩٨٩، ١٩٩٠)، وابن أبي شيبة في «المصنف» ٣/ ١٩٩ (٣٤٩٤)، ٤/ ١٧١ (٥٥٨٣). وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه عليه: «هذا إسناد صحيح، وهذا الحديث وإن كان موقوفًا ظاهرًا على ابن عباس، إلا أنه مرفوع حكمًا؛ لأن مثل هذا مما لا يُعلم بالرأي، وليس من القصص ينقل عن أهل الكتاب وغيرهم، ولا يجزم ابن عباس في رجل يصوم النهار ويقوم الليل بأنه في النار إلا عن خبر عنده عن رسول الله ﷺ إن شاء الله». (^٢) أخرجه البخاري (٦٧٦)، وأحمد في مسنده (٢٤٢٢٦). (^٣) أخرجه البخاري في الشهادات (٢٦٥٢)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٥٣٣)، والترمذي في المناقب (٣٨٥٩)، وابن ماجه في الأحكام (٢٣٦٢) من حديث عبد الله بن مسعود ﵁. وأخرجه البخاري في الشهادات (٢٦٥١)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٥٣٥)، وأبو داود في السنة (٤٦٥٧)، والنسائي في الأيمان والنذور (٣٨٠٩)، والترمذي في الفتن (٢٢٢١) من حديث عمران بن حصين ﵁.

1 / 95