مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد
مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد
پژوهشگر
محمد أمين الصناوي
ناشر
دار الكتب العلمية - بيروت
شماره نسخه
الأولى - 1417 هـ
ژانرها
بالقتال في الشهر الحرام فعيروهم بالكفر وإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ومنع المؤمنين عن البيت الحرام ولا يزالون أي أهل مكة الكفرة يقاتلونكم أيها المؤمنون حتى يردوكم عن دينكم أي كي يردوكم عن دينكم الحق إلى دينهم الباطل إن استطاعوا وهذا استبعاد لاستطاعتهم وإشارة إلى ثبات المسلمين في دينهم ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر بأن لم يرجع إلى الإسلام فأولئك المصرون على لارتداد إلى حين الموت حبطت أعمالهم الحسنة التي عملوها في حالة الإسلام في الدنيا والآخرة فحبوط الأعمال في الدنيا هو أنه يقتل عند الظفر به ويقاتل إلى أن يظفر به ولا يستحق من المؤمنين نصرا ولا ثناء حسنا وتبين زوجته منه ولا يستحق الميراث من كل أحد. وحبوط أعمالهم في الآخرة أن الردة تبطل استحقاقهم للثواب الذي استحقوه بأعمالهم السالفة أما لو رجع المرتد إلى الإسلام عادت أعماله الصالحة مجردة عن الثواب فلا يكلف بإعادتها وهذا هو المعتمد في مذهب الشافعي وأولئك أصحاب النار أي ملازموها هم فيها خالدون (217) أي مقيمون لا يخرجون ولا يموتون.
وروي أن عبد الله بن جحش قال: يا رسول الله هب أنه لا عقاب علينا فيما فعلنا فهل نطمع منه أجرا وثوابا؟ فنزلت هذه الآية : إن الذين آمنوا
بالله ورسوله والذين هاجروا أي فارقوا أوطانهم وعشائرهم من مكة إلى المدينة وجاهدوا أي بذلوا جهدهم في قتل العدو كقتل عمرو بن الحضرمي الكافر في سبيل الله أي لإعلاء دين الله أولئك يرجون رحمت الله أي يطمعون في ثواب الله أو ينالون جنة الله والله غفور رحيم (218) فيحقق لهم رجاءهم إذا ماتوا على الإيمان والعمل الصالح. يسئلونك عن الخمر والميسر أي عن تناولهما قل فيهما أي في تعاطيهما إثم كبير أي عظيم بعد التحريم لما يحصل بسببهما من المخاصمة والمشاتمة وقول الفحش وإتلاف للأموال ولأن الخمر مسلبة للعقول التي هي قطب الدين والدنيا. وقرأ حمزة والكسائي كثير بالثاء المثلثة ومنافع للناس قبل التحريم بالتجارة فيها وباللذة والفرح وتصفية اللون وحمل البخيل على الكرم وزوال الهم وهضم الطعام، وتقوية الباءة وتشجيع الجبان في شرب الخمر، وإصابة المال بلا كد في القمار، أي المغالبة بأخذ المال في أنواع اللعب وإثمهما بعد التحريم أكبر من نفعهما قبل التحريم. وقرئ أقرب من نفعهما.
قال المفسرون: نزلت في الخمر أربع آيات نزل بمكة قوله تعالى: ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا [النحل: 67] وكان المسلمون يشربونها وهي حلال لهم ثم إن عمر ومعاذا ونفرا من الصحابة منهم سيدنا حمزة بن عبد المطلب وبعض الأنصار قالوا: يا رسول الله أفتنا في الخمر والميسر فإنهما مذهبة للعقل مسلبة للمال فنزل فيهما قوله تعالى: قل
صفحه ۷۴