* التنعيم
وسار الحسين من مكة ومر بالتنعيم (2)، فلقى عيرا عليها ورس وحلل أرسلها إلى يزيد بن معاوية واليه على اليمن ، بحير بن يسار الحميري ، فأخذها الحسين (ع) وقال لأصحاب الإبل : «من أحب منكم أن ينصرف معنا إلى العراق أوفينا كراءه وأحسنا صحبته ، ومن أحب المفارقة أعطيناه من الكراء على ما قطع من الأرض» ، ففارقه بعضهم ومضى من أحب صحبته (3).
وكان الحسين (ع ) يرى أن هذا ماله الذي جعله الله تعالى له يتصرف فيه كيف شاء ؛ لأنه إمام على الامة منصوب من المهيمن سبحانه ، وقد اغتصب يزيد وأبوه حقه وحق المسلمين ، فكان من الواجب عليه أن يحتوي على فيء المسلمين لينعش المحاويج منهم ، وقد أفاض على الأعراب الذين صحبوه في الطريق ورفعوا إليه ما مسهم من مضض الفقر ، غير أن محتوم القضاء لم يمكن سيد شباب أهل الجنة من استرداد ما اغتصبه الجائرون من أموال امة النبي الأعظم (ص) وإن ارتفعت بتضحيته المقدسة عن البصائر حجب التمويه ، وعرفوا ضلال المستعدين على الخلافة الإلهية.
صفحه ۱۷۳