كتاب الْمَقْصُور والممدود
تأليف
أبي الْعَبَّاس بن ولاد التَّمِيمِي
تَحْقِيق
بولس برونله (Paul Bronnle)
مطبعة ليدن
صفحه نامشخص
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو العباس أحمد بن محمد بن الوليد بن ولاّد. . هذا كتاب نذكر فيه المقصور والممدود ما كان منه مقيسًا وغير مقيس مؤلفا على حروف المعجم ليقرب وجود الحرف على طالبه ويسهل استخراجه من موضعه وابتدأنا في هذا الكتاب بما كان متفرّقًا منثورًا مما لا حدّ له يحصره ولا قياس بجمعه لأنّ طريقه التي يعلم منها السّماع فقط، والمسألة عنه أكثر والعناية به من السائل أشدُّ وما كانت هذه حاله فعلى المخبر أن يجعله في أول خبره ويقدمه في صدر كلامه وإن وقع الباب مقصور له نظير من الممدود أو حرف يقصر ويمد قدمناه في أوله ثم نتبعه المقصور الذي لا نظير له من الممدود ثم الممدود الذي هذه سبيله وإذا تمت الحروف ذكرنا ما كان مقيسًا من المقصور
1 / 1
والممدود، ثم تأتي بتثنيته وجمعه وهجائه.
ولعلّ بعض من يقرأ كتابنا هذا ينكر ابتداءنا فيه بالألف على سائر حروف المعجم لأنها حرف معتلّ ولأن الخليل ترك الابتداء بها في كتابه كتاب العين، وليس غرضنا في هذا الكتاب فيما التمسناه بهذا النوع من التأليف كغرض الخليل في كتاب العين لأن كتاب العين لا يُمكن طالب الحرف منه أن يعلم موضعه من الكتاب من غير أن يقرأه إلا أن يكون قد نظر في التصريف وعرف الزائد والأصلي والمعتل والصحيح والثلاثي والرباعي والخماسي ومراتب الحروف من الحلق واللسان والشّفة وتصريف الكلمة على ما يمكن من وجوده تصريفها في اللفظ على وحوه الحركات وإلحاقها ما تحتمل من الزوائد ومواضع الزوائد بعد تصريفها بلا زيادة، ويحتاج مع هذا إلى أن يعلم الطريق التي وصل الخليل منها إلى حظر كلام العرب فإذا علم هذه الأشياء عرف ما يطلب من كتاب العين، والذي نذهب إليه في هذا الكتاب غير هذا المذهب لأنا نقصد إلى أن نقرّب على طالب الحروف فيه ما يطلبه وأن يستوي في العلم بموضعه منه العالم والمتعلم فلم نراع أن يكون في أول الكلمة حرف أصلي دون أن يكون زائدًا أو زائدٌ دون أن يكون
1 / 2
أصليا وصحيح دون أن يكون معتلا أو معتل دون أن يكون صحيحًا فنكلف الطالب للحرف أن يعرف أولا جميع ما ذكرناه فلذلك بدأنا بالباب الذي يكون أول ما فيه من حروف المعجم الألف، وإنما سميناها ألفا وهي في أول الكلمة لأنها تكتب على صورة الألف إذا كانت أول الكلمة مضمومة كانت أو مفتوحة أو مكسورة وهي في الحقيقة همزة والألف لا تكون في أول الكلمة، وينبغي أن
نذكر ما المقصور من الأسماء وما الممدود وما معنى تسميتهم بعض المقصور منقوصا، فالممدود على ما اتفق عليه أهل النحو كل اسم كانت في آخره همزة بعد ألف زائدة كقولك قُرّأة وقناء ورداء وعلباء وحمراء والمقصور ما اتفق عليه أهل النحو كل اسم كانت في آخره ألف في اللفظ زائدة كانت أو غير زائدة كقولك ملهى ومرمى وبشرى وتقي وتقوي مغزى، فأما المقصور الذي يسمى منقوصا فهو ما كانت ألفه التي في آخر مبدله من ياء أو واو وانفتح ما قبلها وكانت في موضع حركة فأبدل منها ألف نحو ملهي ألفه مبدلة من واو لأنه من اللهو ومرمي ألفه مبدلة من الياء لأنه من الرمى والأصل فيهما ملهو ومرمي فلما تحركت الواو والياء وانفتح ما قبلها أبدل منهما ألف وكذلك عصا ورحي وكان الأصل فيهما عصو ورحي لأنك تقول
1 / 3
عصوته بالعصا وتقول في تثنية رحي رحيان، وجميع المقصور في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد كقولك هذه عصا ورحي ورأيت عصا ورحي ومررت بعصا ورحى تلحقه التنوين لأنه منصرف فإن كان غير منصرف لم تلحقه التنوين لأنه هو أيضًا على لفظ واحد في جميع وجوه الإعراب كقولك هذه حبلى ورأيت حبلى ومررت بحبلى وأما الممدود فإنك تجري عليه الإعراب وتلحقه التنوين إذا كان منصرفا فتقول هذا رداء ورأيت رداء ومررت برداء وإن كان غير منصرف أعربته فلم تنونه فتقول هذه حمراء ورأيت ومررت بحمراء وإنما سموا عصا ورحى وما شاكل ذلك منقوصا مما ألفه مبذلة من أجل أن الألف أبذلت مكان الياء والواو المتحركتين فلم يدخلها رفع ولا نصب ولا جرّ لأن الألف لا تتحرك فهذا وجه نقصانها لأنها نقصت الحركة فكل منقوص مقصور لأن آخره ألف وليس كل مقصور منقوصا لأن المنقوص وما ذكرنا مما آخره ألف مبدلة من ياء أو واو لا نفتح ما قبلها وتحركهما وليست كل ألف في آخر الاسم تكون هكذا قال أبو عبد الله خالويه وإنما سمى المقصور مقصورا لأنه قصر عن المد والإعراب وحبس وأخذ من قوله تعالى ﴿حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾
1 / 4
ويقال امرأة قصيرة وقصورة إذا مشت في الحجال قبل أن تتزوّج. . قال كثيّر.
عنيت قصيرات الحجال ولم أرد ... قصار الخطا شرّ النّساء البهاترُ
ويروي - البحاتر - والبهتر والبحتر القصير، وأعلم أن جميع الممدود يكتب بالألف ليس غير فأما المقصور فما كان منه على أربعة أحرف فصاعدا فالاختيار أن يكتب بالياء وإن
كان من ذوات الواو نحو ملهى تكتبه بالياء لأنه مقصور على أربعة أحرف وهو من ذوات الواو فإن كان قبل آخره ياء كتب بالألف وإن كثرت حروفه نحو خطايا وروايا فإنهم كرهوا الجمع بين ياءين فكتبوه بالألف على اللفظ فإن وصلت جميع ما يكتب بالياء بمضمر كتبته بالألف نحو حبلاك ورحاك وما أشبه ذلك وكل ما كان من المقصور على ثلاثة أحرف وكان الحرف الأول منه أو الأوسط واوا فالاختيار أن يكتب بالياء نحو الوجى والورى والنوي والشوي من قوله ﷿ ﴿نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى﴾ هي جلدة الرأس ههنا وفي موضع آخر القوائم لا يحتاج أيضًا إلى امتحان هذا المعنى بأكثر مما ذكرت لك كان من ذوات الواو أو من ذوات الياء لأن الخليل زعم أنه ليس في الكلام مثل وعوت ولا شووت ولا يجوز أن يكون على ثلاثة أحرف وفاء الفعل منه واو واللام واو وكذلك العين واللام ألا ترى أنهم يقولون قويت وهو من القوة ولا يقولون
1 / 5
قووت فيجمعون بين واوين، وكل مقصور كان على ثلاثة أحرف مخالفا لهذا النوع فامنحه بتصريف الكلمة إلى الفعل أو التثنية أو الجمع بالألف والتاء أو التأنيث والاشتقاق فإن كان ألفه مبدلة من واو كتب بالألف على اللفظ وإن كانت ألفه مبدلة من ياء كتب بالياء على جهة الاختيار وإن شئت فاكتبه على اللفظ فتكتب قفا بالألف لأنه من ذوات الواو تقول قفوت أثره وتكتب رحى بالياء لأنك تقول في التثنية رحيان وحصي بالياء لأنك تقول في الجمع حصيات وقطا بالألف لأنك تقول قطوات والعمى بالياء لأنك تقول في التأنيث عمياء والعشا بالألف لأنك تقول في التأنيث امرأة عشواء وقد كتبوا ما كان على ثلاثة أحرف من المقصور وأوسطه همزة بالياء ولم يمتحنوه بالياء والواو كراهة الجمع بين ألفين وذلك نحو اللأى وهو الثور بوزن اللعا والجاي من اللون يكتب بالياء وهو من ذوات الواو نقول للمذكر أجاي وللمؤنث جأواء وما كان من غير هذا مما لا يعرف أصله فاكتبه على اللفظ، وزعم قوم من أهل الكوفة أن ما كان من المقصور على ثلاثة أحرف وكان الحرف الأول مكسورا أو مضموما فجائز أن يكتب بالياء وأن كان أصله الواو فتكتب ضحي بالياء وأنت تقول ضحوة لضمة أوله وتكتب رضي بالياء وأنت تقول
1 / 6
الرّضوان لكسرة أوله، وزعموا أن العرب تثني هذا النحو بالياء والواو جميعا فلذلك أجازوا أن يكتب بالياء والألف على اللفظ وأما أهل البصرة فيكتبون هذا بالألف إذا كان أصله الواو.
باب الألف
الإني. واحد آناء الليل وهي ساعاته مقصور يكتب بالياء وهو من الياء ألا ترى أن منهم من يسكن النون فيقول إني. . قال الهذلىّ.
حلو ومرّ كعطف الفدح مرّته ... في كل إني حداه الليل ينتعل
وإني الشيء. بلوغه وإدراكه كذلك مقصور قال الله تعالى ﴿إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ﴾ أي بلوغه وإدراكه، وقد أني. الشيء يأتي أني شديدا إذا انتهي إلى نضج أو حرارة أو ما شاكل ذلك قال الله تعالى ﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ وقري في القراآت (مِّن قَطِرَانٍ) وهو النحاس أي قد بلغ في الحرارة، فأما الأناء. بفتح أوله فممدود وهو الانتظار والتأخير قال الخطيئة.
وآنيت العشاء إلى سهيل ... أو الشعرى فطال بي الأناء
1 / 7
والإناء. واحد الآنية مكسور الأول ممدود، والأناة. بفتح الأول والقصر من قولهم رجل ذو أناة وهي التؤدة. . قال النابغة.
الّرفق يمن والأناة سعادة ... فاستأن في رفق تلاق نجاها
ويقال امرأة أناة. وهي التي فيها فور عند القيام والأصل وناة لأنها من وني يني بالواو قال الله تعالى ﴿وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي﴾ معناه لا تفترا، والأبا مفتوح الأول مقصور وهو داء يأخذ المعز في رؤسها إذا شمت بول الأزوى ولا يكاد يكون في الضأن يكتب بالألف لأن أصله الواو يقال عنز أبواء وتيس آبي كقولك حمراء وأحمر ويقال أيضًا تيس آب وعنز آبية. . قال الشاعر.
فقلت لكنّاز توكل فأنه ... أبا لا أظن الضأن منه نواجيا
فيا لك من أزوي تعاديت بالعمي ... ولاقيت كلاّبا مطلاّ وراميا
ويقال قد أبيت العنز تأبى أبا، وأباء. أطراف القصب ممدود. . قال الشاعر
من سرّه ضرب يرعبل بعضه ... بعضا كمعمعة الأباء المحرق
قال - الأباءة - القصبة والأباءة الأجمة وأنشد لمالك بن نويرة
1 / 8
يصف فرسا
ضافى لسبب كأن غصن أباءة ... ريأان ينفضها إذا ما يقدع
يقول إذا نفض عزفه فكأنما ينفض قصبة رطبة، والأداة أداة الصانع مقصورة، وأداء الحق
ممدود قال الله تعالى ﴿وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ﴾، وإشفى الخرّار. مكسور الأول مقصور يكتب بالياء، والإشفاء. المصدر من قولك أشفيت على الأمر أشفاء ممدود، والألي. مفتوح الأول كبر الألية. يقال رجل آلى بين الألى وكبش أليان ونعجة أليانة بينة الألى وألاء جمع ألاة وهي شجرة. . قال الشاعر وهو عبد الله بن عنمة الضَّبيُّ
فخرّ على الألاءة لم يوسّد ... كأنّ جينه سيف صقيل
(ما يمد ويقصر ومعناه واحد) وإيا. الشمس مكسور الأول مقصور وكتابته بالألف على اللفظ وهو ضؤوها وفعلوا ذلك لئلا يجمع بين ياءين وربما أدخلت فيه الهاء فقالوا إياة. . قال طرفة بن العبد:
سقته إياة الشمس إلا لثاته ... أسف ولم تكدم عليه باثمد
فإذا فتحوا أوله مدوا فقالوا أياء الشمس، والإخاء مكسور الأول
1 / 9
ممدود فإذا فتحوا أوله قصروه فقالوا أضا فأما من كسر أوله ومده فإنه جعل إضاء جمع أضاة وهي الغدير بمنزلة أكمة وإكام ومن فتح أوله وقصره جعل أضاة وأضى بمنزلة حصاة وحصى. وألى. مضموم الأول وإن زدت فيه ها التي للتنبيه يمد ويقصر وتكتبه بالياء وضم أوله إذا قصرته أجاز ذلك الفراء أن يكتب كل مقصور على ثلاثة أحرف مضموم الأول بالياء وإن كان أصله الواو وإن زدت فيه الهاء التي للتنبيه إن شئت مددته وإن شئت قصرته فقلت هؤلاء وهاؤلي. . قال الأعشى:
هاؤلي ثم هاؤلئك أعطي ... ت نعالا محذوة بمثال
(المقصور من هذا الكتاب) مما لا يعلم له نظير في لفظه من الممدود. الأسي. الحزن مقصور يكتب بالياء لأنك تقول رجل أسيان وقالوا أسوان فجائز أن يكتب بالألف على هذا القول. والأسا. الإصلاح مقصور يكتب بالألف من قولك أسوت الجرح
1 / 10
آسوه أسوًا وأسًا. . قال الأعشي
عنده البرُّ والتّقي وأسا الش ... قّ وحمل لمضلع الأثقال
والأذى. مقصور يكتب بالياء والعرب تميله كثيرا. وأجا. مقصور وهو أحد جبلى طيء وأصله الهمز يقولون هذا أجأ فاعلم ويقال للآخر سلمى. . قال العجاج: فإن تكن ليلى بسلمى أو أجا.
وينشد - وأجا - مقصور ويكتب بالألف. ومن المقصور الزائد على الثلاثة. أروي. وأفعى. وأولى. ومن قوله تعالى ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ معناه كدت ودنوت أي قاربت وكذلك جميع ما كان على وزن أفعل فأما أرطى فزعم قوم أن وزنها على وزن أفعل وزعم قوم أنها على وزن فعلي واحتجوا بقول العرب أديم مأروط إذا دبغ بالأرطي والواحدة أرطاة وهي مقصورة في الوجهين جميعا. والأزبي. الشاطر يقال مرّ بنا وله أزبي وأزيب. يقال امرأة ألقى. وهي السريعة وهي على وزن فعلى محركة العين، والجفلي الدعوة العامة. وبعضهم يقول الأجفلى. . وينشد بيت طرفة على وجهين
1 / 11
نحن في المشتاة ندعو الجفلي ... لا ترى الآدب فينا ينتقر
ويروي الأجفلي. وإلا وتكي، اسم من أسماء الشهريز. . قال الشاعر
وما يطعمون الأوتكي من سماحة ... وما منعوا البرنيّ إلا من اللّوم
وابزى. محركة العين مشية يستراح فيها أحيانا ويمضي فيها أحيانا يقال مرّ يأبز في عدوه. ويوم الأضحى. . مقصور والأضحى جمع أضحاة. وأجلى. موضع. وقال الشاعر:
عنّا عنيت بذات الرّمش من أجلي ... والعهد منك قديم منذ أعصار
ومن المقصور المكسور أوله من هذا الباب، إشفى. الخرّار يكتب بالياء لأن الألف رابعة. وإلى. جمع آلاء الله مقصور وزعم الفرّاء أنه يكتب بالياء والألف جميعا. ويقال ما زال ذاك إجرياه وإهجيراه. جميعا أي عادته ويقال ما زال ذلك هجيراه أيضًا وكلاهما مقصور.
ومن المقصور والمضموم أوله من هذا الباب. أنثى وأربي. بتحريك الراء وهي الداهية. . قال ابن أحمر:
فلما غسا ليلى وأيقنت أنها ... هي الأربي جاءت بام حبو كرى
1 / 12
والأسي. الصبر. والأدمى. موضع. . قال العجاج
فرعلة بالأدمى فالمغسل
- رعلة - قطعة من القطا. . وقال جرير:
سرنا من الأدمى ورمل مخفّف ... نرجو الحيا وجناب عشّك ممرع
والأرانى. جناة الضّعة - والضعة - نبت وهو حب بقلة يقال لها الأرانى والأرنى والأرنة. قال ابن الأعرابي وهو حب يطرح في اللّبن فينتفخ. . وأنشد
هدان كشحم الأرنة المترجرج
- والهدان - الذي لا يبكر لحاجة. وأراطى. موضع ويقال قعد فلان الأربعاوي إذا تربع وبيت أزبعاوي على أربع خشبات.
الممدود من هذا الباب. الإناء. كثرة حمل النّخل مثل الزكاء من غيره. . قال عبد الله بن رواحة الأنصاري:
هنالك لا أبالي حمل بعل ... ولا سقى وإن عظم الإتاء
وقال الأصمعي سمعت أعرابيا يقول عجبت من إتائها لا من انائها. . قال الراجز (طيبة نفسا بذي إتائها)
1 / 13
والأشاء. صغار النخل. . قال العجاج
لاث به الأشاء والعبريّ
اء. نبت واحده آءة. . قال زهير
أصكُّ مصلم الأذنين أجنى ... له بالسّيّ تنوم وآء
. . قال أبو العباس آء في الأصل وزنه فعل بوزن جبل وليس بممدود على أصل البناء ولكنا ذكرناه لأنه ممدود اللفظ ولذكر العلماء له في هذا الباب. ويوم الأربعاء. بفتح أوله وكسر الباء ممدود. والأربعاء بضم الباء وهو عمود من عمد الخباء ولا يعلم أنه جاء على هذا الوزن غيره. وأما أفعلاء فكثير في الجمع نحو أصدقاء وأنبياء وأصفياء. والإرثاء. من الغنم الرّقطاء وهي التي فيها سواد وبياض.
ومن الممدود المكسور أوله. الإباء. من أبيت الشيء. والإخاء. والإساء. جمع آس. . قال الحطيئة.
هم الآسون أمّ الرّأس لما ... تواكلها الأطّبة والإساء
وإزاء الشيء. حذاؤه والإزاء. . الحسن القيام عليه. . قال قيس بن الخطيم
1 / 14
ثأرت عديًاّ والخطيم فلم أضع ... وصيّة أشياخ جعلت إزاءها
والإزاء. ما يوضع على مصب الماء إلى الحوض يقال أزيت الحوض إيزاء وأزيته تأزية. . قال الشاعر:
كأنَّ محافير السّباع حياضه ... لتعريسها جنب الإزاء الممّزق
والإرمداء. الرّماد. . قال أبو النجم:
لم يبق هذا الدهر من ثربائه ... غير أثافيه وإرمدائه
ويقال - تربائه - والإسباءة. الطريقة من كل شيء والجميع أسابي. . قال سلامة بن جندل.
والعاديات أسابيُّ الدّماء بها ... كأنّ أعناقها أنصاب ترجيب
وإيلياء. بيت المقدس. . قال الفرزدق
وبيت بأعلى إيلياء مشرف
باب الباء
البري.، على وجهين فالبري التراب مقصور يكتب بالياء. قال الشاعر
بفيك من سار إلى القوم البرى
ويقال ما أدري أي البري هو أي الخلق هو. والبراء. من
1 / 15
قول الله تعالى ﴿إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾ ممدود والواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث فيه سواء يقول الرجل أنا البراء منك والجماعة نحن البراء منك وكذلك النساء. والبراء مفتوح ممدود لأوّل الشهر وهو تبرؤ القمر من الشمس. . قال الراجز:
يا عين بكي يا فذا وعبسا ... يوما إذا كان البراء نحسا
والبرى. بضم أوله مقصور جمع برة وهي حلقة تجعل في أنف البعير يقال أبريت الناقة إذا جعلت لها ذلك ولهذا الحرف باب من القياس نذكره إن شاء الله والجمع برين أيضا، والبراء. بضم أوله والمد جمع براية والبراء. أيضًا بالضم والكسر جمع برئ يقال قوم براء وبراء والأصل برآ فحذف بوزن برحاء. ونقول قد بدا لي بداء ممدود أي تغير رأيي عما كان عليه. والبداءة البديهة بالمد وقد تضم أيضًا فيقال البداءة كما يقال البداهة. وبدا اسم موضع مقصور يكتب بالألف يقال بين شغب وبدا. . وأنشد
وأنت التي حببت شغبا إلى بدا ... إلي وأوطاني بلاد سواهما
وبداء أيضًا مقصورًا واحد الأبداء وهي مفاصل الأصابع وقد يهمز هذا ويسكن أوسطه فيقال بدء وجمعه إذا همز بدوء وإبداء. والبناء. من البنيان مكسور الأول ممدود. والنبي أيضًا بكسر أوله جمع
1 / 16
بنية مكسور الأول مقصور يقال بيت حسن البنية وقد يضمون أوله فيقولون بنى فمن ضمه جعله جمع بنية مضموم الأول ومن كسره جعله جمع بنية مكسور
الأول لأنه يقال بنية وبنية بالكسر والضم. . قال الحطيئة.
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنّى ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدُّوا
ويروى البني بالكسر. والبلي. من قولك بلي الشي فهو بال مقصور يكتب بالياء. والبلاء مصدر. تقول ما إباليك بلاء مثل قولك ما أراميك رماء، ومما يأتي مقصورا أو ممدودا من هذا الباب ومعناه واحد إلا أنه ربما اختلف بالحركات وبالتخفيف والتثقيل وربما كان متفقا في جميع ذلك. البلى. مكسور الأول مقصور يكتب بالياء وقد يفتح أوله فيمد. . قال العجاج:
والمرء يبليه بلاء السّربال ... كرّ اللّيالي وانتقال الأحوال
والبوسي. مضومة الأول مقصور فإذا فتح أولها مدت فيقال البأساء. وأما البكا. فإنه يمد ويقصر وهو على لفظ واحد فمن مده ذهب به إلى معنى الصوت لأن جميع الأصوات التي على هذا البناء ممدودة وسنذكر ذلك في موضعه إن شاء الله. . قال حسان بن ثابت:
1 / 17
بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل
فمده وقصره فمن قصره ذهب به إلى معنى الحزن ومن مده ذهب به إلى معنى الأصوات. والباقلي بتشديد اللام مقصور فإذا خففت اللام مددته فقلت الباقلاء يا فتى.
المقصور من هذا الباب. البزا. مقصور يكتب بالألف هو تأخر العجز وخروجه وكتب بالألف لأن أصله الواو ويقال رجل أبزى وامرأة بزواء ويقال للمرأة إذا أخرجت عجيزتها لتعظم نبازت. وبظا. من قولهم لحمه خظا بظا كظا. وهو أن يركب بعضه بعضا مقصور يكتب بالألف ومن المقصور الزائد على الثلاثة. البلوى. مقصور. ويقال ناقة بشكى.
بالتحريك وهي السريعة مقصور يكتب بالياء. وذو بهدي.
1 / 18
اسم موضع مقصور. قال الشاعر:
عرفت بذي بهدي لأسماء منزلا ... قديما كسحق المرنبانىّ محولاٌ
- المرنبانيّة - ضرب من ثياب الصوف ويقال أنها من وبر الأرنب ويقال ثوب مؤرنب. والبقوى مقصور يكتب بالياء لأنه على أكثر من ثلاثة أحرف وقد بينا ذلك. ويقال البقيا. بالضم وهو مقصور أيضًا يكتب بالألف لأن قبل آخر حرف منه ياء فكرهوا الجمع بين ياءين. وبزري. عدد كثير. . قال الشاعر:
أبت لي عزة بزرى بزوخ ... إذا ما رامها عز يدوخ
والبلنصي. اسم طائر ويقال إن ذكره يسمى البلصوص. . قال الشاعر
البلصوص يتبع البلنصي
هو مفتوح الأول. وبرديا. اسم موضع مقصور يكتب بالألف لمكان الياء التي قبل آخره. وبوحي. صرعى. يقال تركهم بوحى أي صرعى. ويقال جمل بلندى وبلنزى. إذا كان غليظا شديدا. والبخنداة. من النساء التامّة القصب.
ومن المقصور المضموم الأول من هذا الباب. البهمي. نبت. وبقيرى اسم لعبة للصبيان. . وأنشد الأصمعي
كأن آثار الظرابي تنتقث ... حولك بقيرى الوليد المنتجث
1 / 19