مقصد اصلی

Al-Ghazali d. 505 AH
38

مقصد اصلی

المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى

پژوهشگر

بسام عبد الوهاب الجابي

ناشر

الجفان والجابي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٧ - ١٩٨٧

محل انتشار

قبرص

فَأَما قَوْله الله فَهُوَ اسْم للموجود الْحق الْجَامِع لصفات الإلهية المنعوت بنعوت الربوبية المتفرد بالوجود الْحَقِيقِيّ فَإِن كل مَوْجُود سواهُ غير مُسْتَحقّ الْوُجُود بِذَاتِهِ وَإِنَّمَا اسْتَفَادَ الْوُجُود مِنْهُ فَهُوَ من حَيْثُ ذَاته هَالك وَمن الْجِهَة الَّتِي تليه مَوْجُود فَكل مَوْجُود هَالك إِلَّا وَجهه وَالْأَشْبَه أَنه جَار فِي الدّلَالَة على هَذَا الْمَعْنى مجْرى أَسمَاء الْأَعْلَام وكل مَا ذكر فِي اشتقاقه وتعريفه تعسف وتكلف فَائِدَة اعْلَم أَن هَذَا الإسم أعظم أَسمَاء الله ﷿ التِّسْعَة وَالتسْعين لِأَنَّهُ دَال على الذَّات الجامعة لصفات الإلهية كلهَا حَتَّى لَا يشذ مِنْهَا شَيْء وَسَائِر الْأَسْمَاء لَا يدل آحادها إِلَّا على آحَاد الْمعَانِي من علم أَو قدرَة أَو فعل أَو غَيره وَلِأَنَّهُ أخص الْأَسْمَاء إِذْ لَا يُطلقهُ أحد على غَيره لَا حَقِيقَة وَلَا مجَازًا وَسَائِر الْأَسْمَاء قد يُسمى بِهِ غَيره كالقادر والعليم والرحيم وَغَيره فلهذين الْوَجْهَيْنِ يشبه أَن يكون هَذَا الِاسْم أعظم هَذِه الْأَسْمَاء دقيقة مَعَاني سَائِر الْأَسْمَاء يتَصَوَّر أَن يَتَّصِف العَبْد بِشَيْء مِنْهَا حَتَّى ينْطَلق عَلَيْهِ الإسم كالرحيم والعليم والحليم والصبور والشكور وَغَيره وَإِن كَانَ إِطْلَاق الِاسْم عَلَيْهِ على وَجه آخر يباين إِطْلَاقه على الله ﷿ وَأما معنى هَذَا الِاسْم فخاص خُصُوصا لَا يتَصَوَّر فِيهِ مُشَاركَة لَا بالمجاز وَلَا بِالْحَقِيقَةِ وَلأَجل هَذَا الْخُصُوص يُوصف سَائِر الْأَسْمَاء بِأَنَّهَا اسْم الله ﷿ وَيعرف بِالْإِضَافَة إِلَيْهِ فَيُقَال الصبور والشكور وَالْملك والجبار من أَسمَاء الله ﷿ وَلَا يُقَال الله من أَسمَاء الشكُور والصبور لِأَن ذَلِك من حَيْثُ هُوَ أدل على كنه الْمعَانِي الإلهية وأخص بهَا فَكَانَ أشهر وَأظْهر فاستغني عَن التَّعْرِيف بِغَيْرِهِ وَعرف غَيره بِالْإِضَافَة إِلَيْهِ

1 / 61