مقصد اصلی
المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى
پژوهشگر
بسام عبد الوهاب الجابي
ناشر
الجفان والجابي
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٠٧ - ١٩٨٧
محل انتشار
قبرص
ژانرها
عقاید و مذاهب
﵎ حل فِي العَبْد أَو العَبْد حل فِي الرب تَعَالَى رب الأرباب عَن قَول الظَّالِمين وَهَذَا لَو صَحَّ لما أوجب الِاتِّحَاد وَلَا أَن يَتَّصِف العَبْد بِصِفَات الرب فَإِن صِفَات الْحَال لَا تصير صفة الْمحل بل تبقى صفة للْحَال كَمَا كَانَ وَوجه اسْتِحَالَة الْحُلُول لَا يفهم إِلَّا بعد فهم معنى الْحُلُول فَإِن الْمعَانِي المفردة إِذا لم تدْرك بطرِيق التَّصَوُّر لم يُمكن أَن يفهم نَفيهَا أَو إِثْبَاتهَا فَمن لَا يدْرِي معنى الْحُلُول فَمن أَيْن يدْرِي أَن الْحُلُول مَوْجُود أَو محَال
فَنَقُول الْمَفْهُوم من الْحُلُول أَمْرَانِ
أَحدهمَا النِّسْبَة الَّتِي بَين الْجِسْم وَبَين مَكَانَهُ الَّذِي يكون فِيهِ وَذَلِكَ لَا يكون إِلَّا بَين جسمين فالبريء عَن معنى الجسمية يَسْتَحِيل فِي حَقه ذَلِك
وَالثَّانِي النِّسْبَة الَّتِي بَين الْعرض والجوهر فَإِن الْعرض يكون قوامه بالجوهر فقد يعبر عَنهُ بِأَنَّهُ حَال فِيهِ وَذَلِكَ محَال على كل مَا قوامه بِنَفسِهِ فدع عَنْك ذكر الرب تَعَالَى وتقدس فِي هَذَا المعرض فَإِن كل مَا قوامه بِنَفسِهِ يَسْتَحِيل أَن يحل فِيمَا قوامه بِنَفسِهِ إِلَّا بطرِيق الْمُجَاورَة الْوَاقِعَة بَين الْأَجْسَام فَلَا يتَصَوَّر الْحُلُول بَين عَبْدَيْنِ فَكيف يتَصَوَّر بَين العَبْد والرب
وَإِذا بَطل الْحُلُول والانتقال والاتحاد والاتصاف بأمثال صِفَات الله ﷾ على سَبِيل الْحَقِيقَة لم يبْق لقَولهم معنى إِلَّا مَا أَشَرنَا إِلَيْهِ فِي التَّنْبِيهَات وَذَلِكَ يمْنَع من إِطْلَاق القَوْل بِأَن مَعَاني أَسمَاء الله تَعَالَى تصير أوصافا للْعَبد إِلَّا على نوع من التَّقْيِيد خَال عَن الْإِيهَام وَإِلَّا فمطلق هَذَا اللَّفْظ موهم
فَإِن قلت فَمَا معنى قَوْله إِن العَبْد مَعَ الاتصاف بِجَمِيعِ ذَلِك سالك لَا وَاصل فَمَا معنى السلوك وَمَا معنى الْوُصُول على رَأْي هَذَا الْقَائِل فَاعْلَم أَن السلوك هُوَ تَهْذِيب الْأَخْلَاق والأعمال والمعارف وَذَلِكَ اشْتِغَال بعمارة الظَّاهِر وَالْبَاطِن وَالْعَبْد فِي جَمِيع ذَلِك مَشْغُول بِنَفسِهِ عَن ربه ﷾ إِلَّا أَنه
1 / 155