الثَّالِث الْأَجِير وَالْوَكِيل يبالغان فِي النصح وَأَدَاء الْأَمَانَة طَمَعا فِي اسْتِمْرَار التَّوْكِيل وَالْإِجَارَة
٢٧ - فصل فِيمَا يهيج أَسبَاب الرِّيَاء خوف الذَّم من حب الْحَمد وَحب الطمع فِيمَا أَيدي النَّاس
الَّذِي يهيج الرِّيَاء ويحث عَلَيْهِ معرفَة العَبْد بِأَن النَّاس يعظمون من ظهر صَلَاحه وديانته ويوقرونه ويؤثرونه ويصدرونه فِي الْمجَالِس ويبدؤونه بِالسَّلَامِ ويقبلون عَلَيْهِ ويصغون إِلَيْهِ ويحسنون الْجُلُوس بَين يَدَيْهِ ويستشيرونه فِي المهام وَإِن أذْنب تأولوا ذَنبه وَإِن كذب تأولوا كذبه ويبذلون لَهُ أَمْوَالهم وينكحونه بناتهم ويتقربون إِلَى الله ﷿ بولايته ويتبركون بدعائه ويبذلون لَهُ الندى ويكفون عَنهُ الْأَذَى فَإِذا شَعرت النَّفس بِمثل هَذِه الْمنزلَة الَّتِي لَا ينَال مثلهَا إِلَّا بِالطَّاعَةِ تصنعت عِنْدهم بِطَاعَة الله تَعَالَى وعبادته لتنال هَذِه الْمنَازل أَو بَعْضهَا وَيدْفَع النَّاس عَنْهَا مَا تكره خوفًا من الله أَن يؤذوا وليا من أوليائه فَإِن من آذَى لله وليا فقد بارز بالمحاربة
1 / 60