وَأما الرِّيَاء فَهُوَ أَن يُرِيد النَّاس بِطَاعَة الله تَعَالَى وعبادته وهما ضَرْبَان
أَحدهمَا أَن لَا يُرِيد بِتِلْكَ الطَّاعَة إِلَّا النَّاس
وَالثَّانِي أَن يُرِيد بِطَاعَتِهِ النَّاس وَرب النَّاس وَهَذَا أخف الريائين لِأَنَّهُ أقبل على الله من وَجه وعَلى النَّاس من وَجه
وَأما الأول فَإِنَّهُ إِعْرَاض عَن الله بِالْكُلِّيَّةِ وإقبال على النَّاس وَكِلَاهُمَا محبط للْعَمَل لقَوْل الله ﷿ (أَنا أغْنى الشُّرَكَاء عَن الشّرك فَمن عمل عملا أشرك فِيهِ معي غَيْرِي تركته لشَرِيكه) وَفِي رِوَايَة (تركته لشريكي
وَلَا يتَصَوَّر شرك الرِّيَاء لمن عبد الله تَعَالَى تَعْظِيمًا وإجلالا لِأَن تَعْظِيمه يمنعهُ من أَن يعصيه بشرك الرِّيَاء
وَكَذَلِكَ الْحيَاء أَيْضا يزعه عَن ذَلِك
وَكَذَلِكَ الْحبّ مَانع من عصيان المحبوب فِيمَا يتَقرَّب بِهِ إِلَيْهِ
1 / 55