والاسم لغة: ما دل على مسمى (1)، وعرفا: ما دل مفردا على معنى في نفسه غير متعرض ببنيته لزمان.
والتسمية: جعل اللفظ دالا على ذلك المعنى.
وأدخل الجار على الاسم وإن كان المقصود مدلوله؛ لحصول الدلالة، فإن الحكم الوارد على الاسم وارد على مدلوله، إلا بقرينة- كضرب: فعل- وللتحرز عن إيهام القسم، وللإشعار بتعميم الحكم لجميع أسمائه، أو بأنه تعالى في غاية الكمال، بحيث يتبرك باسمه المتعال.
و(الله) أصله إله (2)، حذفت الهمزة وعوض عنها (3) حرف التعريف، ثم جعل علما للذات الواجب الوجود، الخالق لكل شيء، لا اسما لمفهوم الواجب لذاته؛ لأنه أمر كلي، فلا يفيد التوحيد في مثل: لا إله إلا الله؛ لأن المفهوم من حيث هو يحتمل الكثرة.
ووصفه بالأحدية في قوله تعالى قل هو الله أحد (4) لا ينافي الجزئية الحقيقية؛ لأن المراد بها نفي التعدد الذاتي كالواحدية والأحدية تقتضي نفي التعدد مطلقا- الاعتباري وغيره- حتى الصفات التي هي اعتبارات ونسب، كما قال على (عليه السلام): «وتمام توحيده نفي الصفات عنه» (5). مع إمكان كون أحد في الآية بدلا من الله، وهو خبر للضمير.
و«الرحمن الرحيم» وصفان بنيا من الرحمة؛ للمبالغة. وقدم الرحمن؛ لأنه أبلغ، فإن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى، كما في قطع وقطع. وبين اللفظين عموم من وجه، فإن «الرحمن» أعم من حيث المتعلق، وأخص من جهة المورد، و«الرحيم»
صفحه ۶