مقامات القرنی

عائض القرنی d. 1450 AH
79

مقامات القرنی

مقامات القرني

ژانرها

يفديك من جعل الدنيا رسالته فقمت أنشد أشواقي وألطافي

فهو الغفور لزلاتي وإسرافي

لأنها ذكرتني سير أسلافي

من كل أمثاله تفدى بآلاف

المقامة الدعوية

{ ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون }

أنت كنز الدر والياقوت في

محفل الأيام في شوق إلى

لجة الدنيا وإن لم يعرفوك

صوتك العالي وعساهم يسمعوك

ترى الناس بلا دعوة أيتاما ، لا يعرفون حلالا ولا حراما ، ولا صلاة ولا صياما ، ولا سننا ولا أحكاما ، فالدعوة لرئة الأحياء هواء ، ولكبد الدنيا ماء ، ولذلك أرسل الله الأنبياء ، وخط في اللوح ما شاء .

أخوك عيسى دعا ميتا فقام له

وأنت أحييت أجيالا من الرمم

من نحن قبلك إلا نقطة غرقت

في اليم أو دمعة خرساء في القدم

وقد حملت القلم والدواة ، ورافقت الدعاة ، ولقيت العلماء والقضاة ، وعرفت البسطاء والدهاة ، وجبت مع إخواني البلاد ، وخالطت العباد ، فكم عرفنا من ناد وواد ، وسرنا في حاضر وباد ، فأخذت من الناس المواهب ، واستفدت من الزمان التجارب ، وميزت المشارب ، ونزلت تلك الخيام ، والمضارب .

فالداعية الناجح ، والواعظ الصالح ، من جعل محمدا إمامه ، فعرف هديه وكلامه ، فراش بهداه سهامه ، وجمل بسنته مقامه . والداعية من كان بالناس رفيقا ، وعاش معهم رقيقا ، وصار بهم شفيقا ، فاجتنب العنف والتجريح ، والإسراف في المديح ، فلزم القول اللين ، والخلق الهين ، فصار لقلوب الناس طبيبا ، ولأرواحهم حبيبا .

غلام إذا ما شرف الجمع صفقت

له منطق لو أن للسحر بعضه

له أنفس الحضر واكتمل البشر

صفحه ۷۴