مقامات القرنی

عائض القرنی d. 1450 AH
62

مقامات القرنی

مقامات القرني

ژانرها

هذا ابن تيمية الذي عزت به لعدوهم من أشجع الفرسان

هذ الشريعة آخر الأزمان

إذا تكلم قالوا القرآن بين عينيه ، والسنة كلها لديه ، والحكمة تتنزل عليه ، له كلام خالد ، ولفظ شارد، يقول : كل أرض لا تشرق عليها شمس الرسالة فهي أرض ملعونة ، وكل نفس لا تنتصر على الهوى فهي نفس مسجونة ، وكل مهجة لا تبصر الحق فهي مهجة مغبونة ، ويقول : المعاصي تمنع القلب من الجولان في فضاء التوحيد ، وتحبس النفس عن محبة الرحيم الودود .

هذا الإمام بالحق يقول ، وله قبول ، جمع بين المنقول والمعقول ، له قريحة حية ، لا تقبل زيف القوانين الأرضية ، ونية صادقة، معه حجة ناطقة ، ونفس للحق عاشقة ، نفس تعاف الذل لغير الله حتى كأنه الكفر ، ويد بيضاء بالعطاء ومن وسخ الدنيا صفر ، رجل للملة مديون ، وعمره للشرع مرهون ، وقلبه عن الدنيا مسجون ، وله عند ربه أجر غير ممنون . هذا الشيخ ليس بالمتكلف ، ولا للنصوص متعسف ، عنده صفاء ذهن يغوص على الحقائق ، وقوة خاطر يدرك الدقائق.

رد على أهل التصوف ، ونهاهم عن الانحراف والتكلف ، وألزم النواصب حب القرابة ، واحترام الصحابة ، وأنكر على الرافضة الغلو والشطط ، وبين لهم الخطأ والغلط ، وله الكلمة البديعة ، إذ يقول : لا يسع أحد مهما كان أن يخرج عن الشريعة ، ويقول : ليس أحد يدور معه الحق حيثما دار ، غير النبي المختار (صلى الله عليه وسلم) ، وهو القائل : كل يوم وأنا أجدد إسلامي ، وأكثر لنفسي اتهامي.

وهذه مقطوعة من الراس لا من القرطاس، وهي تحية للشيخ أبي العباس:

أبدا لسفر المكرمات تدبج

وتحيط برد الصالحات وتنسج

لك في المعالي دولة وولاية

أنت الذي بهدى الرسول متوج

شيدت صرح الدين ياعلم الهدى

صفحه ۵۶